مسئول بـ"سيدارى": العالم يحتاج إلى تريليون دولار للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050
قال الدكتور حسام علام، المدير الإقليمي لبرنامج النمو المستدام مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيدارى)، إن الاحتباس الحراري العالمي يشكل مخاطر شديدة على المجتمعات والنظم البيئية في هذا القرن، لذلك يتعين على العالم أن يعمل على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى مستوى الصفر الصافي تقريبا بحلول منتصف القرن.
وأضاف علام، أن تعثر عملية التحول إلى الطاقة النظيفة في دول الاقتصادات الناشئة والنامية، يعد عائقا رئيسيا في الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أدت جائحة كوفيد 19 إلى إضعاف الميزانيات العمومية للشركات وقدرة المستهلكين على الدفع، وفرضت ضغوطًا إضافية على الموازنات المالية العامة لذلك أوصت الهيئات الدولية بضرورة الحاجة إلى زيادة كبيرة في التدفقات المالية إلى الدول منخفضة الدخل، وأوصت بالإجراءات التي يمكن أن تحقق ذلك فمن أجل وضع العالم على المسار الصحيح؛ للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، يتطلب الأمر ما يزيد عن تريليون دولار أمريكي.
وأشار إلى أننا في هذا الصدد نسعى إلى مواجهة التحديات التي تواجه القطاع التمويلي في مجال التحول إلى الطاقة الخضراء والمستدامة ضمن إجراءات مواجهة تغير المناخ، لافتا إلى التعاون مع مؤسسة فريدريش إيبرت لخلق حوار بناء بين قطاع الطاقة بذراعيه البترول والكهرباء، وبين القطاع المصرفي والمؤسسات التمويلية لتبادل الخبرات والدروس المستفادة لدفع هذا الملف الملح على رأس أجندة الدولة المصرية.
دفع عجلة الاستثمارات للتحول الى الطاقة الخضراء والمستدامة
ونوه علام إلى استمرار الجلسات الحوارية التي تعقدها سيدارى مع مؤسسة فريدريش إيبرت في إطار تعاونهما الممتد في ملف الطاقة المستدامة، حيث تم منذ يومين عقد جلسة حوارية حول "تمويل التحول في مجال الطاقة"، وذلك ضمن جهود المؤسستين لخلق سلسلة حوارات فعالة ومثمرة بين الجهات العاملة في قطاع الطاقة من جهة، وبين المؤسسات التمويلية من جهة أخرى، وزيادة فرص التعاون من أجل دفع عجلة الاستثمارات للتحول الى الطاقة الخضراء والمستدامة، وقام الحضور بالتحاور حول آليات التمويل ودور القطاع البنكي في تحفيز وإيجاد الأشخاص والمشروعات الأكثر أحقية وكفاءة وقدرة على تحقيق الأهداف المرجوة محليا وعالميا.
وتم خلال الجلسة الحوارية، التي حضرها ممثلو وزارتي البترول والثروة المعدنية والكهرباء والطاقة ووزارة الخارجية والشركات العالمية والوطنية العاملة في مجال البترول والكهرباء من القطاع الحكومي والخاص، والمنظمات التنموية ومؤسسات التمويل الدولية والبنوك والمراكز البحثية وعدد من الأكاديميين والخبراء والاستشاريين، استعراض الفرص التي تتيحها البنوك والجهات المانحة والمؤسسات المالية الدولية لدعم مشروعات الطاقة المستدامة، ومشاركة خبراتها ومتطلباتها في الاستثمارات الخضراء وتمويل المشروعات العملاقة للتحول إلى الطاقة المستدامة.
وأكد الدكتور سمير القرعيش، استشاري تحول الطاقة والاستدامة، أنه على الدول أن تلتزم بالتحول السلس والجاد إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة على نطاق واسع يشمل مجالات الطاقة والبناء والصناعة والنقل وغيرها من قطاعات الاقتصاد المختلفة في قلب مسارات إزالة الكربون، إلى جانب مجموعة من التقنيات التكميلية، بما في ذلك الهيدروجين النظيف، والطاقة الحيوية المستدامة، واحتجاز الكربون وتخزينه، فيما أكدت المهندسة نوران المرصفي- مدير برامج بمؤسسة فريدريش إيبرت مكتب مصر- أن الحوار هو أداة فعالة لمحاولة إيجاد حلول وتحديد آليات التدخل، ودائما ما تسعى مؤسسة فريدريش إيبرت بالتعاون مع سيداري وشركاء التنمية إلى تناول الموضوعات الأكثر إلحاحًا وخلق حوار بناء حولها.