تفاصيل مرعبة.. تقرير الصحة الفلسطينية بشأن اليوم الـ40 من محرقة غزة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الأربعاء، تطورات الوضع الإنساني والصحي في اليوم الـ40 من عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، حيث استمرار المجازر والإبادة الجماعية في كل شبر من القطاع.
وأوضحت الوزارة، في تقريرها اليومي حول العدوان، إنها تواجه لليوم الرابع على التوالي، تحديات في تحديث أرقام الضحايا بسبب انهيار الخدمة والاتصالات في مستشفيات الشمال.
وبينت أن عدد الشهداء في قطاع غزة بلغ حتى مساء أمس (14 نوفمبر) 11320 شهيدا، بينهم 4650 طفلا، 3145 إمرأة، و685 مسنًا، فيما بلغ عدد الإصابات أكثر من 29 ألفا.
أضافت أن أكثر من 3600 مدني ما زالوا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1750 طفلا.
وارتقى 202 شهيد من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، إلى جانب أكثر من 200 جريح من الكوادر الصحية، كما تم الهجوم على أكثر من 60 مركبة إسعاف، تضررت 55 منها وخرجت عن الخدمة.
كما بينت الوزارة أن 25 من 35 مستشفى في غزة، و52 من 72 عيادة رعاية صحية أولية، أي أكثر من الثلثين، توقفت عن العمل بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.
وأشارت إلى أن مئات الآلاف من المواطنين في المنطقة الشمالية، إما غير الراغبين أو غير القادرين على النزوح القسري جنوبًا، يواجهون تحديات في تأمين الموارد الأساسية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الماء والغذاء، إذ يثير استخدام مصادر المياه غير الآمنة، مخاوف مثيرة للقلق بشأن الجفاف والأمراض المنقولة بالمياه.
الاعتداء بالضرب على المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية
وفيما يتعلق بمجمع الشفاء الطبي، أوضحت الوزارة الفلسطينية إلى أن قوات الاحتلال بعد تنفيذ اقتحامها فجر اليوم الأربعاء، حققت مع المرضى والمرافقين والطواقم الطبية والنازحين لـ10 ساعات.
وذكرت أن تقارير أفادت بأن الاحتلال احتجز العديد من النازحين، وقام بتجريدهم من ملابسهم واقتادهم إلى جهة غير معلومة.
كما أفادت التقارير أن قوات الاحتلال فجّرت أغلب بوابات المستشفى، وتناثرت الشظايا على الموجودين.
أضافت: "قوات الاحتلال اقتحمت مبنى قسم الطوارئ، وتمركزت دبابات الاحتلال داخل حرم المجمع الطبي، كما قاموا بتفجير قبو المجمع".
وتابعت أن جنود الاحتلال اعتدوا بالضرب على مرضى وجرحى ونازحين وعدد من الطواقم الطبية والتمريضية داخل مجمع الشفاء الطبي، مشيرة إلى تواجد 1500من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 7 آلاف نازح داخل المجمع الشفاء.
ولفتت إلى أن قصف وهجمات الاحتلال الإسرائيلي تواصلت في محيط المجمع، وتعرض الأفراد داخل المجمع وما حوله، بينهم عامل فني ومريض ونازحون قسريا، لاستهداف من قبل قناصة الاحتلال.
وتابعت "وتضررت وحدة العناية المركزة وجناح الولادة والطابق العلوي من مبنى الجراحة، بالإضافة إلى ذلك، اندلع حريق بالقرب من القسم المسئول عن علاج مرضى اضطرابات الكلى".
دفن الشهداء في ساحة المجمع
وأكد تقرير الوزارة دفن جثامين 100 شهيد في مقبرة جماعية، أمس الثلاثاء، في ساحة مجمع الشفاء بمدينة غزة، لصعوبة دفنها منذ السبت الماضي، بسبب الحصار الذي فُرض عليه من جميع الجهات، وبقيت عشرات الجثث دون التمكن من دفنها.
كما توفي 40 مريضا داخل المجمع، بينهم ثلاثة أطفال خدج، منذ 11 نوفمبر، بسبب نقص الوقود وإغلاق أقسامه بعد محاصرتها من قبل قوات الاحتلال.
لا ماء ولا طعام والقصف مصير كل من يتحرك
وأشارت الوزارة إلى أن المرضى والجرحى لا يستطيعون الوصول إلى مجمع الشفاء الطبي، والعديد منهم فقدوا حياتهم إما بسبب النزيف أو بسبب عدم تلقيهم أي تدخل طبي.
كما لا يوجد ماء للشرب ولا طعام في المجمع، لا للمرضى ولا للموظفين، بالإضافة إلى ما يعانون منه.
ولا تستطيع الطواقم الطبية داخل مجمع الشفاء الطبي التنقل بين أقسام ومباني المجمع، حيث تقوم طائرة إسرائيلية دون طيار بإطلاق النار على كل من يتحرك داخل المجمع أو حوله.
وتم إطلاق النار على المدنيين النازحين قسرا الذين يحتمون في المستشفيات والمرضى والطاقم الطبي أثناء محاولتهم الخروج من المجمع.
وقالت وزارة الصحة إن مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" الوحيد الذي ما يزال يعمل في مدينة غزة وشمال غزة، اعتبارًا من 14 نوفمبر؛ وقد توقفت جميع المستشفيات الأخرى عن العمل بسبب نقص الطاقة والمواد الاستهلاكية الطبية والأكسجين والغذاء والماء، بالإضافة إلى القصف في المناطق المجاورة لها.
وأوضحت أن المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة يستقبل حاليا أكثر من 500 مريض، ويُقال إنه المنشأة الطبية الوحيدة القادرة على استقبال المرضى في الشمال، ومع ذلك، فهي تواجه أيضًا نقصًا وتحديات متزايدة.
توزيع الإمدادات للملاجئ توقف بسبب نفاذ الوقود
وحول المساعدات الإنسانية، أشار تقرير الوزارة إلى أنه على الرغم من دخول 91 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من مصر في 14 نوفمبر، إلا أن توزيع الإمدادات على الملاجئ والعيادات والمستفيدين الآخرين قد توقف إلى حد كبير بسبب نقص الوقود.
وبينت أن 10.000 مريض أورام كانوا يعالجون في مستشفيي الرنتيسي والتركي، مهددون بالموت بعد أن طردهم الاحتلال من المستشفيات.
وأكدت وزارة الصحة في تقريرها، أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر والقيود المفروضة على الحركة ونقص الكهرباء والوقود والمياه والأدوية والمواد الأساسية يعيق الوكالات الإنسانية والعاملين فيها من تقديم المساعدة بشكل آمن.
حصيلة الشهداء بالضفة الغربية
وبخصوص الضفة الغربية بما فيها القدس، أوضح الوزارة الفلسطينية أن عدد الشهداء منذ 7 /10 /2023 وحتى مساء اليوم الأربعاء، بلغ 197 شهيدا، وجرح نحو 2750 مواطنا منذ بدء العدوان.
ويمثل عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 43% من إجمالي الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية في عام 2023.
وبينت الوزارة أن أكثر من 58% (276 ألف وحدة سكنية تقريبا) مدمرة في قطاع غزة، بينها أكثر من 54 ألف وحدة مدمرة كليا، و222 ألف وحدة سكنية مدمرة جزئيا، مشيرةً إلى أن العدد النهائي للوحدات والمباني المدمرة غير متوفر مع استمرار القصف الإسرائيلي.
وتعرضت 50 منشأة تابعة للأونروا، بما في ذلك العديد من ملاجئ الطوارئ المخصصة، للأضرار، حيث أصيبت إحداها بشكل مباشر، ما أدى إلى استشهاد 13 مواطنا وإصابة 195 آخرين بين النازحين، كما تضرر ما لا يقل عن 7 كنائس ومؤسسات كنسية و73 مسجدا.
واضطر ما يزيد عن 30،000 شخص إلى الخروج من شمال وادي غزة باتجاه الجنوب عبر الممر الذي فتحته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 10 نوفمبر.
ويستمر الاحتلال في استهداف المدنيين المهجرين قسرًا، سواء داخل الملاجئ أو أثناء تواجدهم على الطرق بحثًا عن الأمان في المنطقة الجنوبية من غزة.
وأشارت "الأونروا" إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دخلت إحدى مدارسها ومركزين صحيين في المنطقة الشمالية، وأجبرت النازحين قسرًا الذين يحتمون هناك على الإخلاء باتجاه الجنوب، ثم قصفت المركزين الصحيين.
وفي رفح، تم استهداف دار ضيافة تابعة للأونروا مخصصة لإيواء موظفي الأمم المتحدة من خلال ضربات بحرية الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى أضرار جسيمة.
1.6 مليون نازح قسرا وكارثة صحية تلوح بالأفق
ويقدر العدد التراكمي للنازحين قسرًا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بأكثر من 1.6 مليون شخص، أي ما يعادل 70% من سكان قطاع غزة.
ويتواجد نحو 160.000 نازح قسري في 57 منشأة تابعة للأونروا في الشمال، ومع ذلك، لم تعد "الأونروا" قادرة على تقديم الخدمات في تلك المناطق وليس لديها معلومات دقيقة عن احتياجات الناس وظروفهم منذ التهجير والإخلاء القسري لجميع العاملين في المجال الإنساني في 12 أكتوبر.
ويعاني 15% من النازحين قسرا من إعاقات مختلفة، كما أن معظم مراكز الإيواء غير مجهزة بشكل كافٍ لتلبية احتياجاتهم.
وحذرت وزارة الصحة من كارثة صحية عامة تلوح في الأفق في ظل النزوح الجماعي، واكتظاظ الملاجئ، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي.
ودعت الوزارة إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والسماح بشكل عاجل بإدخال الإمدادات الإنسانية والصحية للقطاع وخاصة الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء في المشافي، ودخول الفرق الطبية المتطوعة لمساندة الكوادر الصحية في علاج المرضى والجرحى، والسماح بخروج الجرحى للعلاج في مستشفيات جمهورية مصر العربية وغيرها، وإيقاف تهجير المواطنين من بيوتهم ومناطق سكنهم في قطاع غزة.