ما بين إقالة واحتجاجات وتمرد.. الانقسامات تشعل الدول الغربية بسبب غزة
ما بين إقالة وزيرة الداخلية البريطانية والتمرد في وزارة الخارجية الأمريكية، بدأ الانقسام داخل الإدارات السياسية في الغرب تظهر على السطح، حيث فشلت محاولات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في احتواء التصدع والاحتجاجات والتمرد في الوزارة بين الموظفين الرافضين للدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، فضلًا عن توقف بعض موظفي الكونجرس عن العمل اعتراضًا على دعم النواب لإسرائيل.
إقالة وزيرة الداخلية البريطانية
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد أجرى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تعديلا وزاريا مثيرا أمس الاثنين، حيث أقال وزير داخليته ا وأعاد رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون إلى قلب الحكومة بعد غياب سبع سنوات عن السياسة.
وتابعت أنه تم إقالة وزيرة الداخلية سويلا برافرمان في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، بعد الإدلاء بتعليقات حول أعمال الشرطة في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في وسط لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع، وشهدت فترة ولايتها تصريحات تكشف الانقسام في الحكومات الغربية، والتي تسببت منذ فترة طويلة في حدوث انقسامات في حكومة سوناك.
وأضافت أن سوناك أعلن أنه سيعيد كاميرون إلى الواجهة السياسية كوزير للخارجية، في خطوة ليس لها مثيل في التاريخ السياسي البريطاني الحديث.
وشغل كاميرون منصب رئيس الوزراء في الفترة من 2010 إلى 2016، واستقال بعد أن صوتت بريطانيا لصالح مغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتاء كان قد دعا إليه.
وأشارت الشبكة إلى أن رئاسته للوزراء شهدت مسار 13 عامًا من حكم المحافظين، لكن الفوضى التي أحدثها استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتداعياتها دفعت حزبه إلى سنوات من عدم الاستقرار الذي لا يزال يكافح للخروج منه.
أكد داونينج ستريت أن جيمس كليفرلي، وزير الخارجية السابق، سيتولى منصب وزير الخارجية خلفا لبرافرمان، وهو التحول الذي أتاح المجال لعودة كاميرون الرائعة إلى مجلس الوزراء.
تمرد موظفي الكونجرس ووزارة الخارجية الأمريكية
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن موظفي الكونجرس تمردوا على النواب الديمقراطيين وتوقفوا عن العمل بعد رفض سياسة الدعم المطلق لإسرائيل.
تابعت أن التمرد انتقل إلى وزارة الخارجية، حيث وقع مئات الموظفين والدبلوماسيين على رسالة سرية عبروا فيها عن رفضهم لاستمرار الدعم المطلق لإسرائيل في ظل سقوط عشرات الآلاف من الشهداء في غزة معظمهم من الأطفال والنساء.
بينما وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ما يحدث في الكونجرس ووزارة الخارجية الأمريكية بمثابة صراع للأجيال ويكشف عن سياسة أمريكية جديدة قد تظهر في الأفق مع تولي الأجيال الشابة المناصب القيادية في الولايات المتحدة الأمريكية، والرافضة بشكل كبير للاحتلال الإسرائيلي وممارساته.
انقسامات في أوروبا
وفي أوروبا، ظهرت الانقسامات بين القادة فيما يخص الدعم المطلق لإسرائيل حيث طالبت بلجيكا بفرض عقوبات على المتسوطنين الإسرائيليين المتطرفيين الذين يمارسون العنف ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بينما أدانت النرويج بشكل علني العدوان الإسرائيلي على غزة مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وهو ما يتعارض مع الموقف المتشدد من قبل فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
كمان انتقدت كل من إسبانيا وايرلندا وبلجيكا ولوكسمبورج لأعمال إسرائيل الوحشية، وطالبت بمضاعفة بروكسل مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات.