الجامعة العربية: ما تشهده الأراضى الفلسطينية من إبادة وتدمير للمستشفيات والأحياء انتهاك صارخ لحق الحياة
أكدت السفيرة هيفاء أبوغزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن ما تشهده الأراضي الفلسطينية من إبادة جماعية وتدمير همجي للبنية التحتية ولكل مرافق الحياة، ونسف للمستشفيات والأحياء السكنية والملاجئ ومقرات وكالات الأمم المتحدة- يعد انتهاكًا صارخًا لحق الحياة الذي تضمنه كافة الشرائع السماوية وتقر به مختلف النصوص والصكوك الدولية لحقوق الإنسان.
جاء ذلك في كلمة السفيرة هيفاء أبوغزالة أمام الدورة الثانية للمنتدى العربي للمناخ، تحت شعار "الزراعة المستدامة والأمن الغذائي: معًا لتحقيق الصمود والمرونة والتنمية الاجتماعية لصغار المزارعين"، الذي انطلق، أمس، واختتم اليوم بدبي، تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن طلال آل سعود، رئيس مجلس إدارة برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، وذلك بتنظيم مشترك بين جامعة الدول العربية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، وبالشراكة مع الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية.
وأكدت الأمين العام المساعد للجامعة العربية أن ما يحدث في غزة يستدعي من المجتمع المدني العربي والدولي وكافة الشعوب مواصلة مساندتها ودعمها الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه واسترداد أرضه المسلوبة وإقامة دولته المستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضحت أن انعقاد هذا المنتدى بالشراكة مع جامعة الدول العربية، وبمبادرة من "الشبكة العربية للمنظمات الأهلية"، وبدعم وشراكة "أجفند"، يعكس وعيًا عميقًا لدى كافة الشركاء بضرورة تعزيز التنسيق وتكثيف الجهود المشتركة في عملية توطين الاهتمام بقضايا المناخ والبيئة المستدامة، والعمل على الاستفادة من استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة مؤتمر الأطراف COP 28 وما تبذله من جهود مقدرة لتأمين نجاحه على كافة المستويات، ولا سيما ما توليه من أهمية لإبراز التجارب العربية الملهمة في معالجة التغير المناخي والتخفيف من تداعياته تحقيقا لاستدامة التنمية ونجاعتها.
وأشادت بجهود كافة المنظمات الأهلية ومختلف مكونات المجتمع المدني العربي التي وضعت برامج وأنشطة تستهدف صغار المزارعين والزراعات الأسرية، خاصة في المناطق الريفية بالدول العربية، وتعمل على بناء قدرات الصمود والمرونة لديهم من خلال تعزيز سياسات الحماية الاجتماعية، لا سيما في ضوء التقلبات والخسائر التي قد تلحق بهم جراء تداعيات التغيرات المناخية.
من جانبه، قال الأمير عبدالعزيز بن طلال آل سعود، رئيس مجلس إدارة برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، إن شعار النسخة الثانية من المنتدى يأتي لتقييم تداعيات تغير المناخ على القطاع الزراعي والعاملين فيه، خاصة صغار المزارعين ومنتجي الغذاء من النساء والرجال، والبحث عن الحلول والآليات التي من شأنها تعزيز الزراعة المستدامة ودعم مرونة صغار المزارعين وزيادة الإنتاجية الزراعية وجودتها دعمًا للأمن الغذائي العربي.
وأشار إلى أن التحديات التي نواجهها في تحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي معقدة، ولكن الفرص أيضًا كبيرة، وذلك عن طريق الاستثمار الاجتماعي والاقتصادي في صغار المزارعين ومنتجي الغذاء، مما سيمكن من تحويل نقاط ضعفهم إلى نقاط قوة، وإنشاء أنظمة زراعية مرنة تعود بالنفع على المجتمعات الريفية وتسهم في الحد من الفقر الريفي وتحقيق التحول الريفي الشامل.
من جانبها، أكدت السيدة مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن شعار المنتدى يتوافق مع توجه دولة الإمارات العربية المتحدة ورؤيتها في ضرورة إحداث تحول جذري في نظم الغذاء العالمية وتبني نظم أكثر استدامة.
وأشارت إلى أن أنظمة الغذاء التقليدية تسبب أكثر من 30% من الانبعاثات العالمية، كما تعد من أهم القطاعات التي تتأثر بهذه التغيرات التي ينتج عنها نقص المياه ونقص الأراضي الصالحة للزراعة والتصحر وغيرها. وصرحت بأن برنامج cop 28 للنظم الغذائية والزراعية يرتكز على أربع ركائز رئيسية، وهي حشد جهود القيادات الوطنية على مستوى الدول، إشراك الجهات المعنية غير الحكومية، توسيع نطاق الابتكار، توفير التمويل اللازم.
وأشادت بمبادرة الابتكار الزراعي للمناخ التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الولايات المتحدة قبل عامين، والتي تروج للاستثمار في نظم الزراعة الحديثة، حيث يبلغ عدد شركاء تلك المبادرة أكثر من 500 حول العالم، بإجمالي تعهدات بلغ نحو 13 مليار دولار.