دراسة: الجيش الإسرائيلى فشل فى تحقيق أى مكاسب من اجتياح غزة
أوضح محمد فوزي، الباحث بـالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن العمليات الإسرائيلية التى اندلعت فى قطاع غزة ردا على عملية "طوفان الأقصي"، ركزت على القصف الجوي العنيف على مناطق القطاع المختلفة، بما يضمن تهيئة الأوضاع وتوفير الغطاء لعمليتها البرية.
وأشار “فوزي” إلى أن محاور العملية الإسرائيلية في قطاع غزة ركزت على عدة نقاط منها تكثيف القصف الجوي للقطاع، والقطع الجزئي لمنظومة الاتصالات والانترنت داخل القطاع، مع إطلاق عمليات برية على أكثر من مستوي، وتبني سياسية استهداف المستشفيات، والتهجير القسري.
وتطرق “فوزي” فى دراسة له نشرها المركز، إلى أنماط تعاطي الفصائل الفلسطينية مع العمليات الإسرائيلية، موضحا أن الفصائل الفلسطينية في مواجهة التصعيد الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، مقاربة متعددة المستويات، ركزت على وقف عمليات التوغل البري ومواجهة تمركز القوات في القطاع، ومن جانب آخر على تشتيت انتباه الجيش الإسرائيلي، واستنزافه عبر بعض العمليات النوعية.
الاشتباك من المسافة صفر
واستعرض ملامح المقاربة العملياتية للفصائل الفلسطينية وذلك على النحو التالي متمثلة فى رشقات صاروخية تجاه الأهداف الإسرائيلية، الاشتباك من المسافة صفر، وتنفيذ بعض العمليات النوعية، والتى اعتمدت الفصائل الفلسطينية في إطار سياسة الإرباك التي تتبناها تجاه الجانب الإسرائيلي على تنفيذ بعض العمليات النوعية متعددة الأنماط، سواء ما يتعلق بتدمير الآليات الإسرائيلية المتوغلة عبر قذائف الهاون وصواريخ “كورنيت” الروسية المضادة للدبابات.
وأثبتت تلك الصواريخ الموجهة بالليزر فاعليتها ضد دبابات ميركافا الإسرائيلية والتي توصف بـ“دبابة القرن”، فضلًا عن قذائف الياسين 105، وهي قذائف آر بي جي محلية الصنع والمضادة للدروع ذات القدرة التدميرية العالية، والتي استخدمتها حماس في تدمير بعض الآليات والدبابات الإسرائيلية بشكل كلي أو جزئي.
المؤشرات الحالية
وأشار فوزي إلى أن المؤشرات الحالية تعكس في ظاهرها أن القوات الإسرائيلية متقدمة عملياتيًا بشكل نسبي داخل قطاع غزة؛ لكن الواقع العملي والحسابات العسكرية تقول إننا أمام جيش نظامي يوصف بأنه واحد من أقوى الجيوش في المنطقة، في مواجهة مجموعات مسلحة غير نظامية، وفي ضوء ذلك لم يستطع الجيش الإسرائيلي حتى اللحظة تحقيق أي أهداف عملياتية كان يضعها، خصوصًا مع عدم قدرته على تحقيق الاجتياح البري الكامل للقطاع، أو حتى تكبيد الفصائل الفلسطينية خسائر كبيرة تقضي على الوجود العسكري والسياسي لها، على اعتبار أن كافة الضحايا الفلسطينيين هم من فئة المدنيين، خصوصًا الأطفال والنساء، وهذا لا يعد إنجازًا عسكريًا، وإنما يدخل في إطار جرائم الحرب والإبادة الجماعية.