بين مخططات إسرائيلية ومخاوف أمريكية.. مستقبل مجهول ينتظر قطاع غزة بعد الحرب
أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل قطاع غزة، المخاوف الأمريكية من تنفيذ مخطط السيطرة على معبر رفح الفلسطيني، وسط إشارات لمساعي إسرائيل لاحتلال القطاع بعد وقف القتال، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ورصد في تقريرها، تصريحات “نتنياهو” بأن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة "لأجل غير مسمى"، لتدق أجراس الإنذار في واشنطن وتُثار التساؤلات حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب.
غضب أمريكي من مخططات إسرائيل المستقبلية بشأن غزة
وتابعت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تحاول السيطرة على الانتقادات الشديد من قبل الحلفاء العرب والأوروبيين بشأن عدد القتلى في غزة والذي يصل الآن، إلى أكثر من 10 آلاف شهيد وسط مطالبات بضرورة رد أمريكي حاسم على العدوان الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في طوكيو:"نحن واضحون للغاية بشأن عدم إعادة الاحتلال، تمامًا كما نحن واضحون جدًا بشأن عدم تهجير السكان الفلسطينيين".
وأضاف أنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية حدوث "فترة انتقالية" بعد انتهاء الحرب، لكن في نهاية المطاف، يجب أن تشمل إدارة غزة حكما بقيادة فلسطينية وغزة موحدة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجميع غامضون بشأن الكيفية التي قد يحدث بها ذلك، في ظل استمرار المستوطنات الإسرائيلية في التوسع في الضفة الغربية، وهو ما يعني أن “نتنياهو” كان واضحًا بشأن الخطط المتعلقة بغزة وهي الرغبة الكبرى في إعادة احتلال القطاع المحاصر.
وتابعت أن إسرائيل تخطط للسيطرة على غزة حتى يتم التوصل إلى ترتيبات جديدة لحكم القطاع والقيام بدوريات فيه، الأمر الذي قد يستغرق وقتا طويلا، وحتى في تلك الحالة، يقول المسؤولون الإسرائيليون إنه من غير المرجح إلى حد كبير أن تثق إسرائيل تمامًا في أي قوة حفظ سلام فلسطينية أو حتى دولية للحفاظ على أمنها.
سيطرة إسرائيلية كاملة على جميع الحدود البرية لغزة
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يعتزمون إنشاء منطقة عازلة جديدة داخل غزة، والتي يقول المنطق إنها يمكن أن تشمل منطقة معبر رفح من الجانب الفلسطيني وهو الممر الوحيد في القطاع الذي تسيطر عليه الحكومة في قطاع غزة، ما يمنح إسرائيل سيطرة كاملة على جميع الحدود البرية لغزة.
وتابعت أنه كما هو الحال في الضفة الغربية، حيث تتولى القوات الإسرائيلية مسؤولية الأمن بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، يبدو أن نتنياهو يتخيل شيئاً مماثلاً بالنسبة لغزة.
وفي الوقت نفسه، يقول هو وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين إنهم لا يعتزمون "إعادة احتلال غزة"، وهو ما يبدو أنهم يقصدون به تحمل المسؤولية مرة أخرى عن الإدارة المدنية أيضاً.
وقال بيني جانتس، وزير الدفاع السابق وعضو في حكومة نتنياهو الصغيرة في حكومة الطوارئ، إنه من السابق لأوانه اتخاذ قرار بشأن هذه الأمور.
وأضاف أنه بمجرد أن تصبح غزة والمناطق الأخرى آمنة سنجلس ونراجع آلية بديلة لغزة أنا لا أعرف ماذا سيكون، لكنني أعرف ما الذي لا يمكن أن يكون هناك – الوجود النشط لحماس مع الحكم والقدرات العسكرية".