الروائي فتحي إمبابي: المقاطعة "وسيلة" لتفريغ شحنة الغضب العام تجاه الأحداث بغزة
ما تشهده غزة حتى اللحظة الراهنة من قصف جوي وبري يستهدف مئات المدنيين في القطاع، ويهدد مئات الآلاف من المدنيين، يدعو للتساؤل هل ثمة جوانب إيجابية مما يعيشه أبناء غزة، هل أعاد ما يجري من استشهاد آلاف الأطفال قضية فلسطين إلى الواجهة، هل أيقظ ما يجري الضمير الشعبي العربي؟ هذا ما يجيبنا عليه الكاتب الروائي فتحي إمبابي.
قال الكاتب الروائي فتحي إمبابي، لـ "الدستور"، كلما اشتدت مظاهر الصراع حول فلسطين ارتفعت لدى المواطن المصري والعربي شعارات مقاطعة المنتجات الغربية، هو رد فعل وقتي تجاه تواتر الأحداث، ولا يمكن لعاقل أن يحبط مواطن يحاول أن يكون فاعلا إزاء أعمال الإبادة الجماعية الوحشية التي تمارس تجاه غزة، ولكن أيضا ينبغي القول إن شعار المقاطعة لا يلبث أن يزويه النسيان مع انتهاء الأحداث، في الوقت الذي يواصل العدو بمنهجية وإرادة حديدية ودعم غربي ساحق تنفيذ مخططاته التي لن تتوقف إلا بعد تهشيم البلدان العربية وخاصة بلدان الجوار.
ورأي فتحي إمبابي "أنه ينبغي الارتقاء من دائرة رد الفعل إلى مستوى الوعي والفهم ومن ثم التخطيط والفعل، خاصة أن مطامع النظام الاستيطاني السرطاني في بلاد الجوار (من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل)، لم ولن تتوقف، لا لمعاهدات سلام ولا استسلام، لهذا ينبغي الانتباه على من سيصيبه الدور بعد عقد من الآن؛ سيناء؟ عمان؟ أم الجولان، لكنهم ضموا الجولان بالفعل، والسوريون نائمون في العسل والاقتتال الداخلي.
ولفت إمبابي، إلى أن “موقف المقاطعة محمود وهو وسيلة لتفريغ شحنة الغضب، وهو موقف ماكر، وأحد ميكانيزمات الجماعة النفسية، يتخذه اللا وعي الجمعي في مواجهة العجز العام”.
وذكر أن المشهد له صورة أخرى، إذ نحن أمام احتمال أن نجد أنفسنا بعد سنوات قليلة في نفس عنف الهلاك الهمجي حيث لا مجال للحديث أمام الموت عن مقاطعة ماكدونالد أو الببسي كولا. وكي لا يلعننا أطفالنا وأحفادنا عندما يستيقظون ذات يوم في مدن سيناء والقناة، أو في عمان وإربد ودرعا ودمشق أو بيروت، ليجدوا أنفسهم تحت الأنقاض بفعل القصف الوحشي من كيان همجي نازي مدعوم كليا من الغرب، فلا يلومن أحد سوى نفسه… ولنعلم أنه طالما كانت سيناء أرض فارغة فستظل مطمع لهذا الاستعمار السرطاني، وأننا نقدمها بأيدنا عربون ود وسذاجة ضحية للشيطان، ولنا في الجولان والضفة الغربية، وفي ذلك الذي صار معلنا حول التهجير القصري لأهل غزة إلى سيناء عبرة وعظة.
وختم إمبابي ما الذي يمكن أن نفعله؟ لندعم شعار المقاطعة، وفى ذات الوقت نجتمع سويا لنفعل جميعا المستحيل، كل ما يلزم من أجل توطين خمسة ملايين مصري على أرض سيناء، هذا هو سور الحماية واستحكامات الدفاع الحقيقية، والسلاح الحربي الذي لا يمكن قهره.