المستشار الثقافى الفلسطينى بالقاهرة: لن نقبل المغادرة إلى سيناء مهما كان حجم الضغوطات علينا
وصف ناجي الناجي- المستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة، ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي حتى الآن بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، مؤكدًا أن الفلسطينيين صامدون ومتمسكون بالبقاء فوق الأراضي الفلسطينية، مهما كانت التضحيات.
وقال الناجي: "كل فلسطيني متمسك بأرضه، ولا يوجد فلسطيني واحد سيغادر فلسطين، والعكس هو ما يحدث، فهنا في مصر 2000 فلسطيني كانوا في مصر قبل العدوان الإسرائيلي، ومع بدء العدوان لا هَمَّ لهم سوى العودة لفلسطين".
الإعلام الصهيوني يمارس أقصى درجات الكذب والتضليل لخداع الرأي العام العالمي
وتابع: "كل فلسطيني يؤمن بأن فلسطين للفلسطينيين، وأن سيناء لمصر وللمصريين، ولن يقبل فلسطيني واحد مغادرة فلسطين إلى سيناء مهما كان حجم الضغوطات الغربية علينا".
وأوضح أن إسرائيل قتلت حتى الرابع من نوفمبر الجاري 9622 شهيدًا فلسطينيًّا، منهم 3932 طفلًا، وقال: "مهما كانت التضحيات سنواصل الصمود من أجل قضيتنا العادلة، وإذا كانت إسرائيل قد قتلت أكثر من 9 آلاف فلسطيني، فإن هناك 50 ألف سيدة فلسطينية حامل في غزة وحدها، وهؤلاء سينجبن جيلًا جديدًا من الفلسطينيين الذين سيواصلون الصمود والدفاع عن حقهم في أراضيهم".
وأكد "الناجي" خلال مشاركته "أمسية في حب فلسطين" التي نظمتها اللجنة الفنية والثقافية بنقابة المهندسين، مساء السبت 4 نوفمبر 2023، أن ما يحدث في فلسطين خلال الأسابيع الخمسة الأخيرة كشف عن زيف العالم الغربي الذي يدَّعي أنه ديمقراطي ويحترم حقوق الإنسان، ولكن ما شهدته غزة من عدوان ومذابح تحت سمع وبصر الدول الغربية، كشف عن زيف ادعاءاتهم، فبينما دافعوا عن حقوق السلاحف في جنوب أمريكا اللاتينية باركوا ذبح الأطفال والنساء والمرضى الفلسطينيين.
وأضاف: "الإعلام الصهيوني يمارس أقصى درجات الكذب والتضليل لخداع الرأي العام العالمي، فينشر فيديوهات لجثث محترقة لأشخاص في كمبوديا، ويزعم أنهم إسرائيليون، وأن الفلسطينيين هم من حرقوهم، وينشر صورًا لجثث أطفال فلسطينيين شوهها الرصاص الذي أصاب أجسادهم الصغيرة، ويزعم أنهم أطفال إسرائيليون قتلهم الفلسطينيون!".
وتابع: "حلمنا أن نعيش على أرضنا، لا أن نموت عليها، والشعب الفلسطيني يخوض معركة من أجل البقاء، وأن الفلسطينيين صامدون، وسيواصلون الصمود حتى يقيموا دولتهم، وعاصمتها القدس".
وكانت اللجنة الفنية والثقافية بالنقابة العامة للمهندسين، برئاسة المهندس محمد محفوظ، قد أطلقت من 30 شارع رمسيس (مقر النقابة العامة) صيحة دعم ومساندة وتحية لصمود الشعب الفلسطيني، ونظمت أمسية ثقافية وفنية بعنوان "أمسية في حب فلسطين"، شارك فيها شعراء وإعلاميون وفنانون من مصر وسوريا، وأعضاء اللجنة الفنية والثقافية، وعدد كبير من المهندسين، وتولى التنسيق للأمسية المهندسان صلاح أبو الليل، وطلعت محمود، وأدارتها المهندسة نادية المشاط.
وأكد المهندس عبدالرحمن لاشين- مقرر اللجنة الفنية والثقافية، أن فلسطين في قلب وعقل كل مصري، وأن مصر تعتبر القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، ووجَّه التحية للشعب الفلسطيني الصامد، مؤكدًا أن النصر في النهاية سيكون للشعب الفلسطيني العظيم، وعندها سيفرح بهذا النصر كل العرب وكل المسلمين وكل أصحاب الضمائر الحرة في العالم أجمع.
من جانبه قال المهندس صلاح أبو الليل- منسق الأمسية: "إن إسرائيل تستهدف هدم المسجد الأقصى البالغ مساحته 144 ألف متر مربع، والذي يضم أكثر من 200 أثر إسلامي مهم".
واستعرض "أبو الليل" خرائط وصورًا لمقاطع طولية وعرضية للمسجد الأقصى ولقطاع غزة، مؤكدًا أن القطاع يمثل أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.
وأشار المهندس طارق الدياسطي، إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين قفز من 750 ألف لاجئ عام 1948 إلى5,9 مليون لاجئ حاليًا في دول عربية ودول شرقية وغربية، وألقى "الدياسطي" قصيدة "لاجئ" للشاعر الكبير صلاح جاهين، والتي كتبها عام 1952.
وألقت المهندسة والأديبة زينب عمار- عضو اللجنة الثقافية قصيدة "الخط دا مش خطي" للشاعر أحمد فؤاد نجم، كما ألقت المهندسة والأديبة نهلة عبدالسلام- عضو اللجنة الفنية، قصيدة "ليس مهمًا بعد اليوم" للشاعر الفلسطيني سامر أبو هواش، وألقى الشاعر السوري عبدالعظيم الملا، قصيدة "فلسطين الحبيبة" للشاعر الفلسطيني عبدالكريم الكرمي.
وخلال مشاركته فعاليات الأمسية، وجَّه السفير محمد عبدالغفار- رئيس مجلس إدارة جمعية وادي النيل، التحية لنقابة المهندسين، على دعم صمود الشعب الفلسطيني، وقال: "فلسطين ومقدساتها في قلب كل مصري، وعلى مدى التاريخ كانت مصر وفلسطين نسيجًا واحدًا، ففلسطين هي مهبط الأنبياء ومصر هي مسرى الأنبياء"، مشيرًا إلى أن نتنياهو ينفذ مخططًا عبر السوشيال ميديا، منذ عام 2013 لتشويه وعي الشباب العربي.
وألقى الفنانون: محمد عبدالفتاح ودينا هريدي ومحمد كامل، ثلاث قصائد حَكْي عن فلسطين، لاقت استحسان جميع الحضور.
كما عرض الدكتور المهندس خالد البدري، فيلمًا قصيرًا عن صمود الفلسطينيين، وأشاد الإذاعي فتحي عوض الملا، بدور نقابة المهندسين في مساندة القضية الفلسطينية، منذ عام 1948، مشيرًا إلى أن الشاعر الكبير علي محمود طه- مؤلف القصيدة الشهيرة "أخي جاوز الظالمون المدى" كان مهندسًا عظيمًا مثلما كان شاعرًا وطنيًّا عظيمًا.
وألقى الفنانون: مجدي يعقوب وأحمد يحيي وأحمد شاكر، عدة قصائد تحيي صمود الشعب الفلسطيني، وتدعو إلى المقاومة، من بينها قصيدة لا تصالح، للشاعر الكبير أمل دنقل.
تخللت فقرات الأمسية أغاني نضالية للمطربة الشابة رحاب خلف الله، التي غنت عدة أغانٍ على أنغام عود الفنان الشاب عمر خالد.
وصاحب الأمسية معرض فن تشكيلي تضمن لوحات تحكي صمود الشعب الفلسطيني، وصورًا للمسجد الأقصى ولقطاع غزة .