"التعليم الطبى فى عيون خبراء التربية".. حلقة نقاشية بجامعة أسيوط
شهدت جامعة أسيوط، اليوم الثلاثاء، انعقاد حلقة نقاشية عن "التعليم الطبي فى عيون خبراء التربية"، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثانى من المؤتمر الدولي الثامن لكلية التربية والمنعقد تحت عنوان "تطوير التعليم: اتجاهات معاصرة ورؤى مستقبلية".
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور أحمد عبدالمولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمود عبدالعليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإشراف الدكتور حسن محمد حويل عميد كلية التربية ورئيس المؤتمر، وبمشاركة الدكتور أحمد مخلوف عميد كلية الطب بجامعة بدر، وأعضاء لجنة قطاع الدراسات التربوية بالمجلس الأعلى للجامعات، بحضور الدكتورة أمل سويدان رئيس اللجنة، وعدد من الأساتذة، وخبراء التربية والتعليم فى مصر، وعدد من الدول العربية المشاركة، والسادة عمداء، ووكلاء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، ومعاونيهم من مختلف كليات الجامعة.
المنشاوي يشيد بموضوع الحلقة النقاشية ودورها في تكامل المنظومة التعليمية بالجامعة
وأشاد الدكتور أحمد المنشاوي، بموضوع الحلقة النقاشية، وأهمية ما يتناوله هذا الملف المهم، والمحورى، وانعكاس ذلك علي تطوير المنظومة التعليمية والبحثية بالجامعة وتكاملها، مؤكدًا في ذلك ضرورة تبنّي مثل هذه الفعاليات الإيجابية، التي تسهم في إعلاء قيمة العلم، وتعظيم دور العلماء، وإتاحة الفرصة أمامهم، من أجل طرح الرؤي والأفكار، وفقًا لمرجعية علمية سليمة، وهو ما يسهم بدوره؛ في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي، ورؤية مصر 2030م.
من جهته، ثمن الدكتور أحمد عبدالمولى؛ الفعاليات التي تشهدها الحلقة النقاشية، التى تلقى الضوء على كيفية التعاون المثمر، بين قطاعين مهمين هما: الطب، والتربية، فضلًا عن كيفية تعزيز التعاون بينهما؛ ليعود بالنفع على الجانبين، وذلك وفقًا لرؤية الجامعة، واستراتيجتها الهادفة إلى التكامل بين التخصصات، والتطوير المستمر للعملية التعليمية والبحثية.
وأوضح الدكتور محمود عبدالعليم؛ خلال إدارته الحلقة النقاشية، أن إدارة الجامعة كانت وما زالت معنية فى المقام الأول؛ بتطوير ما تقدمه من خدمات تعليمية، وبرامج دراسية، تواكب التطور العلمي، والعالمي فى مختلف التخصصات، مشيرًا إلى حرص القطاع الطبي الدائم على فتح آفاق التعاون، والعمل المشترك؛ من أجل تعزيز قدرات الطلاب الدارسين به، وتنمية مهاراتهم، ووضع آليات وسبل متقدمة؛ لتقييم جودة العملية التعليمية المقدمة لهم خلال دراستهم الجامعية، وكذلك جودة التدريب العملي اللازم لهم، وذلك بما يضمن نجاح الجامعة فى أداء رسالتها؛ فى تقديم أجيال متعاقبة من قادة وجنود القطاع الصحى قادرين على العمل والعطاء.
وأكد الدكتور محمود عبدالعليم، ضرورة توافر البناء المعرفي المتكامل للطبيب، وتنمية عدد من المهارات والخبرات لديه، من بينها: القدرة على التفكير النقدى، والتعاون، والتواصل بين الزملاء، والمرضى، والجهات المعنية، والاعتماد على المصادر الموثوقة والأدوات المتطورة؛ ما يسهم في دعم وتحسين جودة الخدمات، لافتًا إلى حاجة التعليم الطبى للتطوير المستمر للمقررات الدراسية، فضلًا عن ضرورة إدراج المقررات الحديثة التى تتواكب مع أحدث النظم التعليمية الطبية العالمية؛ من حيث طرق التشخيص، والعلاج؛ والذى يتوجب التعليم المستمر للطبيب.
من جانبه، استعرض الدكتور أحمد مخلوف، من خلال محاضرته التى جاءت بعنوان "التعليم الطبى؛ هل هو فن، أم موهبة، أم علم"، عددًا من النقاط المهمة التى تمت مناقشتها، منها: شرح مفهوم التدريس، كعلم وفن ومهارة، جدارة المدرس، تفسير التعليم الطبى؛ وما يضمه مجموعة المعرفة التى تدعم الممارسة الطبية واسعة النطاق والمتوسعة باستمرار، فضلاَ عن أهمية تعلم طلاب الطب؛ كيفية التفاعل مع المرضى، وتطبيق خبراتهم العلمية على المواقف السريرية واقعيًا، وكذلك الحاجة إلى التنظيم المهنى؛ من خلال التزام الممارسين الطبيين بمستوى عالٍ من السلوك المهنى، كما ناقش مهام ووظائف معلم الطب، وأهم السمات الواجب توافرها، ووظيفة مدرسة الطب، موضحًا كذلك الاتجاهات الحديثة فى التعليم الطبى، والتى تتطلب تعلما وتدريبا مستمرين، وأهم الآفاق المتوقعة فى حالات التعليم الطبى، وكذلك الطب القائم على الكفاءة أو الجدارة؛ من خلال المتابعة الفعلية لكافة الأمور المرتبطة بالحالات المرضية.
وتناول الدكتور حسن حويل، في محاضرته بعنوان "التعليم الطبى مشكلات وحلول ورؤى مستقبلية"؛ بعض المشكلات التى تواجه كليات القطاع الطبى، وطرح مجموعة من الحلول الملائمة؛ للتغلب على هذه المشكلات، مستعرضا أهم المشكلات: التى تشمل سياسة القبول فى كليات القطاع الطبى، مشكلات الأعداد الكبيرة للطلاب الملتحقين بها، زيادة المعارف ونقص المهارات، ومشكلات التقويم، مشيرا إلى أنه يمكن التغلب على تلك المشكلات من خلال؛ وضع نظام عادل يتسم بالنزاهة لقبول الطلاب، علي نحو يضمن اختيار الطلاب المؤهلين للدراسة بكليات القطاع الطبى، واستخدام الأدوات والإمكانات التكنولوجية الحديثة فى أنظمة التدريس، واستخدام المحاكاة فى غرف العمليات، والتشريح، والموضوعات المرتبطة باكتساب المهارات.
وأشار الدكتور محمد مصطفى حمد، إلى أن الحلقة النقاشية شهدت عددًا من الأسئلة والاستفسارات، حول: سبل التعليم الحديثة فى المجال الطبى، ودور التدريب المتقدم لإعداد الخريجين والتي تناولت: وضع اختبارات قدرات لطلاب كلية الطب، توضح مدي تأهلهم الي أداء مهامهم بنجاح، إمكانية وضع اختبارات للطلاب تدمج بين الاختبارات الموضوعية والاختبارات المقالية، وسبل تفعيل التعاون المشترك بين كليات التربية وكليات الطب بالجامعات المصرية؛ بما يحقق العائد والنفع على خريجي كليات الطب، وتدريب مستمر لأعضاء هيئة التدريس بكليات الطب علي استراتيجيات التدريس، وليس فقط دورات إعداد المعلم، تعليم طالب كلية الطب كيف يتعلم ذاتيًا، إلي جانب طرح فكرة المقرر البيني بين كلية التربية وكلية الطب، وضرورة دمج نظام الجدارات بين المعارف والمهارات والقيم، يجب أن يحدد القطاع الطبي ما هي الجدارات المطلوبة لمعلم الطب وليس الطبيب.