مخاوف كبرى.. قرارات عاجلة بشأن رعايا إسرائيل فى الشرق الأوسط وأوروبا
سادت حالة من الذعر بين الرعايا اليهود في أوروبا والشرق الأوسط بعد تزايد حدة الغضب العالمي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانتشار الاحتجاجات الغاضبة في كافة الدول العربية وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، لتدفع الحكومة الإسرائيلية وبعض الحكومات الأوروبية لاتخاذ قرارات عاجلة بشأن الرعايا اليهود في الشرق الأوسط وأوروبا.
إجلاء فورى للرعايا الإسرائيليين من الشرق الأوسط
وأفاد مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بأنه يتعين على كافة الإسرائيليين المقيمين في مصر والأردن والمغرب والإمارات وتركيا والبحرين وماليزيا وإندونيسيا وجزر المالديف المغادرة فورًا، مع تحذيرات قوية من السفر لأي من هذه البلدان.
قرارات أوروبية بشأن الرعايا اليهود
وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن هناك مخاوف كبرى من اندلاع اشتباكات بين الجاليات الإسرائيلية والعرب في شوارع العواصم الأوروبية وفي دول الشرق الأوسط، وقال جوزيب بوريل، مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، يوم الأربعاء: "عندما سمعت السلطات العربية تتحدث بلغة الصراع بين الأديان والعنصرية، وتصرح صراحة بأن أوروبا طرف في هذا الصراع، شعرت بأن غيوم العاصفة تلوح في الأفق".
وحذر تشارلز ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، من أن الصراع سيكون له "عواقب أمنية كبيرة" عندما دعا إلى اجتماع لزعماء الاتحاد الأوروبي لمناقشة الأزمة"، وقال لرؤساء وزراء ورؤساء الدول الأعضاء الـ27 يوم الثلاثاء: "إذا لم نكن حذرين، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تفاقم التوترات بين المجتمعات وتغذية التطرف".
وأوضحت الصحيفة أنه تم إغلاق المدارس اليهودية في جميع أنحاء أوروبا خوفًا من الهجمات المعادية للسامية، وتم نشر حراس خارج المعابد اليهودية والمواقع اليهودية الأخرى، وكانت هناك مخاوف من وجود قنبلة في فرنسا، بما في ذلك في متحف اللوفر.
وتابعت: إنه في هولندا أحرق المتظاهرون الأعلام خارج السفارة الإسرائيلية، وفي منطقة نويكولن في برلين، التي تضم جالية عربية كبيرة، بمن في ذلك 15 ألف فلسطيني، وقعت اشتباكات مع الشرطة، وأصيب نحو 65 ضابطا بجراح رغم حظر المظاهرات، كما وقع حريق متعمد في مركز ثقافي يهودي.
الموقف الأوروبى أصبح أكثر تشددًا
وأضافت الصحيفة أن الموقف الأوروبي أصبح أكثر تشددًا من المهاجرين، حيث إن أكثر من مليون شخص أمرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية بإخلاء غزة غير مرحب بهم في الاتحاد الأوروبي.
وحذر ماكرون بعد اندلاع الأعمال العدائية في الشرق الأوسط قائلا: "نحن جميعا فرنسيون وفرنسيات، ويجب ألا نستورد هذا الصراع".
كذلك ألغت قناة MTV الموسيقية حفل توزيع جوائزها الأوروبية، الذي كان من المقرر عقده في باريس الشهر المقبل، بسبب الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وقالت إن هذا ليس الوقت المناسب للاحتفال، لكن المخاوف الأمنية ربما لعبت أيضًا دورًا في القرار.
وقالت فرنسا، التي تضم أكبر جالية يهودية في أوروبا، إنها ستحظر جميع المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين بعد عملية "طوفان الأقصى" على أساس أنها تشكل تهديدا للنظام العام، وقد ألغت محكمة فرنسية هذا القرار في وقت لاحق.
وقال كاميل لونس، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث: "إن القضية الفلسطينية كانت منذ فترة طويلة قريبة من قلب المسلمين الفرنسيين، الذين غالبًا ما يتعاطفون مع معاناة الفلسطينيين من خلال تجاربهم الخاصة مع التمييز".