«قمة القاهرة للسلام».. مصر تمنح العالم أولى خطوات وقف الحرب فى غزة
تنطلق «قمة القاهرة للسلام»، غدا السبت، بحضور إقليمى ودولى واسع، تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل بحث تطورات التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة المحاصر وتداعياته.
وتعقد القمة بحضور ممثلين عن ٣١ دولة، أبرزهم قادة ١١ دولة، هى: قطر وتركيا واليونان وفلسطين والإمارات والبحرين والكويت والسعودية والعراق وإيطاليا وقبرص، بالإضافة إلى أنطونيو جوتيريش، السكرتير العام لمنظمة الأمم المتحدة، ومنظمتين دوليتين أخريين.
وتعد هذه القمة أحد المخرجات التى أقرها اجتماع مجلس الأمن القومى المصرى، الذى انعقد منذ نحو أسبوع، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ودارت المحادثات فيه حول مسار التصعيد العسكرى بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتهدف مصر من وراء عقد هذه القمة، بحضور دولى وإقليمى كثيف، إلى وقف التصعيد الحالى بين إسرائيل والفلسطينيين، وإعادة إحياء عملية السلام بعدما توقفت لسنوات طويلة، عبر حلحلة الجمود الحالى فيها، مع العمل على صياغة حلول ومخرجات تأتى بثمار سريعة، ما يسهم فى الحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما تأتى القمة فى ظل الرؤية المصرية التى حذرت مرارًا وتكرارًا من أن عدم وجود حل للقضية الفلسطينية أو خطوات جادة لإحياء السلام ينذر بعواقب وخيمة، أبرزها اندلاع موجات تصعيد متتالية، خاصة فى ظل الانتهاكات الإسرائيلية التى تدفع إلى تأجيج الأوضاع وزيادة وتيرة العنف.
ومن المقرر أن تبحث «قمة القاهرة للسلام» مستقبل القضية الفلسطينية، وأهمية وجود أفق واضح لتنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتتناول القمة أيضًا تطورات التصعيد الحالى بين إسرائيل وحركات المقاومة الفلسطينية، مع التحذير من أن استمراره ستكون له تداعيات خطيرة تنذر بتوسيع رقعة الصراع، سواء داخل الأراضى المحتلة، مثل الضفة الغربية والقدس، أو أن يتسع التصعيد لجبهات أخرى مثل لبنان أو سوريا.
ومن المتوقع أن تحذر القمة من خروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة جراء التصعيد الحالى، وهو ما ينذر بتوسيع دائرة التصعيد فى المنطقة، والدخول فى دائرة مفرغة من العنف، تضر مصالح إسرائيلية وإقليمية ودولية.
وتركز «قمة القاهرة للسلام» على حق الفلسطينيين العادل فى تقرير مصيرهم، وقيام دولتهم المستقلة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، وهو ما يتيح الفرصة لوجود مجتمع عادل، لا يشهد مزيدًا من الانتهاكات أو الاعتداءات كما يحدث الآن من جانب السلطات الإسرائيلية.
وتركز القمة على أهمية المضى قدمًا بخطوات ملموسة من أجل تنفيذ حل الدولتين، كونه الحل الأكثر واقعية، الذى من شأنه أن ينهى حالات التصعيد والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة فى حق الفلسطينيين، ومن ثم يقضى مستقبلًا على وتيرة العنف المتزايدة داخل الأراضى المحتلة.
وتعمل «قمة القاهرة للسلام» على حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولى لخطة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للفلسطينيين داخل قطاع غزة، للتخفيف عنهم، فى ظل الوضع الإنسانى المتردى للغاية، والناتج عن الغارات الإسرائيلية العنيفة، بالإضافة إلى قرارات السلطات الإسرائيلية المنافية للقوانين الدولية الإنسانية بقطع إمدادات الكهرباء والماء والوقود عن أهالى القطاع المحاصر، مع فرض أزمة غذاء ودواء بداخله.
كما تشدد على ضرورة الإسراع بإيصال كل المساعدات الإنسانية التى وصلت إلى مطار العريش الدولى، الذى خصصته مصر لاستقبال طائرات المساعدات، تمهيدًا لإدخالها إلى الفلسطينيين عبر معبر رفح البرى.
وتناقش القمة سبل التوصل إلى هدنة إنسانية داخل غزة ووقف إطلاق النار بشكل فورى، وكذلك وقف المجازر التى تتم فى حق المدنيين الفلسطينيين داخل القطاع المحاصر.
وتهدف مناقشات القمة إلى رسم خارطة طريق من أجل السير تجاه إيجاد حل واضح للقضية الفلسطينية، يكون قائمًا على حل الدولتين، مع تأكيد أهمية الالتزام بالقانون الإنسانى الدولى، وعدم استخدام سياسة العقاب الجماعى ضد الفلسطينيين، خاصة داخل قطاع غزة المحاصر، بالإضافة إلى منع أى محاولات للتطهير العرقى أو التهجير القسرى للفلسطينيين خارج منازلهم، ومن ثم خارج أراضيهم.
كذلك ستركز مباحثات القمة بين قادة الدول على الرفض القاطع، خاصة من مصر والأردن، لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين، سواء باتجاه سيناء فى مصر، أو باتجاه الضفة الشرقية لنهر الأردن، بالإضافة إلى الإدانة والرفض القاطعين للتطهير العرقى للفلسطينيين، ومحاولات تصدير الأزمة إلى دول الجوار.
ومن المتوقع أن تنذر مخرجات «قمة القاهرة للسلام» بأن أى محاولات للتطهير العرقى أو تهجير الفلسطينيين ستفجر الصراع فى الشرق الأوسط، كما أنها ستقوض أى عمليات يتم إطلاقها من أجل إحلال سلام شامل وعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتسعى القمة إلى بحث أسباب عدم نجاح المساعى الدولية السابقة فى التوصل إلى اتفاق واضح يقضى بحل الدولتين، كونه الخيار الوحيد الذى يمكن تطبيقه، ويُمكن الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة، مع إنهاء الاحتلال، والعيش فى تهدئة دائمة، سواء للفلسطينيين أو للإسرائيليين.
وستعمل «قمة القاهرة للسلام» على طرح حلول قابلة للتنفيذ، خاصة فى الملفات المعقدة التى تشهدها القضية الفلسطينية، ومن ثم تفادى العراقيل التى كانت تواجه تنفيذ أى حلول سابقة، بما فيها ضرورة الحفاظ على قوة السلطة الفلسطينية، لا سيما الاقتصادية، من أجل تمكنها من الحفاظ على المقدرات الوطنية للشعب الفلسطينى.
وقد تتطرق إلى تأكيد أنه لا يمكن إحلال السلام بشكل كامل وعادل فى المنطقة ككل دون مشاركة الفلسطينيين، وأنه يجب أن يكون هناك سلام بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، مع التشجيع على الانخراط فى عملية سلام يمكن إحلالها بشكل كامل ونهائى لحقن دماء الفلسطينيين، والعيش جنبًا إلى جنب بين الفلسطينيين والإسرائيليين.