موقف يوسف إدريس من القضية الفلسطينية
كان الكاتب يوسف إدريس يرى أن أي كاتب لابد أن يكون له رأي سياسي، حتى كمواطن عادي، وظل هو كذلك طوال مسيرته الأدبية يعبر عن آرائه من خلال قصصه القصيرة، وأبرزها القضايا المتعلقة بالأمة العربية، التي تناولت الكفاح ضد العدو الإسرائيلي خلال الحروب التي خاضتها مصر.
يوسف إدريس والقضية الفلسطينية
كان منشغلا بالقضايا السياسية ومنها القضية الفلسطينية فقد كتب عنها من واقع معايشته لكل تفاصيلها، فبعد عام 1967 حرص الأديب المصري يوسف إدريس على الحديث في إذاعة فلسطين من راديو "صوت العرب"، كما استقبل عددًا من أدباء وشعراء فلسطين في القاهرة، ومن بينهم: علي هاشم رشيد، وهارون هاشم رشيد، ومعين بسيسو، ومحمود درويش، وكامل السوافيري، وعرف بمناداته بضرورة الحفاظ على الثورة الفلسطينية في عام 1970، والتمسك بحلمهم المستند إلى معاني الحرية.
موقف يوسف إدريس من اغتيال "كنفانى"
وكان لديه موقف من اغتيال غسان كنفاني، وذلك في عام 1972، فقرر المرور على مقاهي القاهرة، ودعا المثقفين للخروج في تظاهرة جابت شوارع القاهرة ببعض اليافطات التي خُطّطت على عجل، وبعض الأعلام الفلسطينية، إدانة لاغتيال "كنفاني"، كما كتب عن الأدب الفلسطيني، مؤلفات عن أدب جديد يدخل مدونة العرب لأول مرة، هو "أدب المقاومة".
وحين سأل يوسف إدريس عن الأديب الفلسطيني في حوار سابق له، قال: إن الأدباء الفلسطينيين أدخلوا الموضوع الفلسطيني إلى الحياة العربية ليس بمعنى أن يكون خبراً أو حدثاً، وإنما بمعنى أن يكون قضية عدالة وحرية ووجع إنساني، هنا في مصر مجموعة من الأدباء الفلسطينيين، من شعراء وكتّـاب قصة وإعلاميين وفنانين استطاعوا التأثير في الحياة الثقافية المصرية حين شدوا الانتباه إليهم بحضور مواهبهم وجماليات ما يقولونه، وقد كانت القضية الفلسطينية بحاجة إلى أدباء أفذاذ من طينة غسان كنفاني في السرد ومحمود درويش في الشعر كي تحلق في الوجدان العربي والعالمي، ويذكر أنه حضر أمسية شعرية لـ محمود درويش كان حضور الجمهور الكثيف يشبه حضور الحرارة الكثيف، ولم تكن تلك الأمسية أمسية شعرية بل تظاهرة وطنية لأن محمود درويش، وعبر قوة نصه وامتلائه بالثقافة، وطريقة إلقائه بهر الخلق، فجعلهم يحسون أنهم في مسرح أو سيرك أو تظاهرة شعبية في شارع.