خبراء لـ"الدستور": محاولة تهجير الاحتلال لأهالى غزة إعادة لمشهد نكبة 1948
عقب يومين من فشل توجيهات قادة الاحتلال لأهالي غزة بالتوجه نحن سيناء، دعا الجيش الإسرائيلي، اليوم، أهالي قطاع غزة للتوجه نحو جنوب وادي غزة لسلامتهم.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى تنفيذ خطتها القديمة بالوطن البديل، بأي ثمن، مستغلة الحرب الحالية والعدوان الغاشم على أهالي القطاع وارتفاع حصيلة الضحايا والشهداء.
وفي السياق، قال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي في حركة فتح، إن أحاديث الاحتلال وتهديد سكان غزة وطلب مغادرة المنازل والتوجه نحو الجنوب، كل ذلك يمثل سياسة الاحتلال التدميرية التي تستهدف المدنيين.
وتابع "الحرازين"، في تصريحات لـ"الدستور": "السؤال الحقيقي هو: هل يوجد مكان آمن في غزة؟ تحدثوا في البداية عن ضرورة خروج السكان إلى حي الرمال الذي قصف ودمر، والاستهدافات متواصلة في المناطق الجنوبية، فلا يوجد مكان آمن في غزة، لكن يبدو أن مخطط الاحتلال هو تدمير كل القطاع بسكانه الذي يبلغ أكثر من 2 مليون ونصف المليون، وهذه الصورة التي يعمل عليها الاحتلال تهدف إلى إعادة مشهد النكبة الفلسطينية عام 1948".
وأكد أن الاحتلال يريد نكبة جديدة للشعب الفلسطيني وقتل أكبر عدد من الفلسطينيين في مجزرة جماعية كبرى.
الرقب: نحن لن نترك أرضنا ولن نعيد سيناريو 48 وصامدون فيها إما أن نعيش بكرامة أو نموت بكرامة
فيما قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، إن محاولات الاحتلال لإزاحة شمال قطاع غزة بما يقطنه قرابة مليون ومائة ألف نسمة إلى الجنوب، متوقع أن يكون مقدمة لاجتياح (بيت حانون، بيت لاهيا، جباليا، وغزة) ولاحقا هل يتم إعادتهم إلى هذه المناطق بشكل كامل ونقل الشطر الجنوبي للشطر الشمالي لاكتمال عملية الاجتياح، أم ستكون خطوة للضغط بالفلسطينيين نحو الحدود المصرية؟.
وأضاف الرقب، في تصريحات لـ"الدستور"، أن الفلسطينيين في قطاع غزة على موقف وكلمة واحدة: لن نترك منازلنا، وقررنا الخروج من المناطق الحدودية إلى المركز، ولكن لن نترك شمال غزة ونذهب إلى الجنوب، خاصة أن الخدمات في الجنوب لا تستطيع استضافة هذا العدد الكبير من الناس، وسيكون هناك فاجعة إنسانية كبيرة.
وأشار إلى أن هذا المخطط بُنِيَ من قِبَلِ الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي، ويُطلق عليه خطة التحوُّل، وكان يُحَاوِل تنفيذه في القدس والضفة، وفشل في ذلك، والآن يُعيد استغلال الحرب لتنفيذه، وإذا نجح في غزة سيتم تنفيذه في الضفة والقدس، وإخلاء كافة الأراضي الفلسطينية من سكانها.
وأكد الرقب أن هذا المشروع فشل فيه البريطانيون والأمريكيون عام 1948، ولذلك نرى تداعي قوى الظلم الذي أسَّسَهُ الاحتلال، حيث تتداعى بريطانيا وفرنسا ثمَّ البيت الأبيض جميعًا لتنفيذ هذا المشروع، وتنفيذ الحرب على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، وقامت طائرات أمريكية وبريطانية بقصف غزة كأنها دولة عظمى يتحالف عليها حلف الناتو.
واختتم الرقب تصريحاته قائلاً: "نحن لن نترك أرضنا، ولن نعيد سيناريو 48، وسنظل صامدين فيها، إمَّا أن نعيش بكرامةٍ أو نموت بكرامةٍ".
عريقات: سنبقى متمسكين بحقنا وهويتنا ولجيراننا حق علينا
وفي السياق، قال السفير محمد عريقات، رئيس المجلس الأعلى للشباب الفلسطيني: "شعبنا لن يعود لاجئا، ولن نسمح بتهجيرنا من أراضينا، ولن نقبل بزعزعة أمن وسيادة واستقرار جيراننا".
وتابع "عريقات": "شعبنا الفلسطيني سيرابط على أرضه حتى آخر طفل شهيد، ولو هدمت بيوتنا، ولو بقي منا آخر فلسطيني سنبقى متمسكين بحقنا وهويتنا، ولجيراننا حق علينا أن نحافظ على حدوده وسيادته".
ووجّه عريقات رسالة حب وتقدير للأشقاء بجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية؛ على الدور الكبير الذي يقوم به البلدان من أجل وقف التصعيد والعدوان على قطاع غزة.