المشير محمد علي فهمي يرصد دور قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر

لخص  المشير محمد علي فهي، والذي كان قائد قوات الدفاع الجوي، خلال حرب أكتوبر، رؤيته العسكرية في كلماته التي حرص على بثها في جنوده في كل مكان شغل فيه دور قيادي خلال مشواره العسكري.. وفيها يقول، إن السلاح والفرد شيئان متلازمان، يجب أن يكون كلاهما معدا إعدادا كاملا من جميع النواحي للمعركة. ولقد أثبتت ولسوف تثبت الأسلحة الحديثة في أيديكم قدرة عالية في المعركة.. تلك المعركة التي سيركز فيها العدو أقوى وأحدث أسلحته معززة بالتكنولوجيا والخبرة العلمية.. إني أعتبر معركة الدفاع الجوي معادلة صعبة، وعليكم إيجاد الحلول السليمة لها، فالأسلحة ذات تكنولوجيا معقدة وسريعة التطور، حتى تتماشى مع تكتيكات أسلحة العدو، ويجب علينا أن نستوعب هذه الأسلحة ونحسن استخدامها بالسرعة التي تحقق مفاجأة العدو وبالتالي إحراز النصر في المعركة.

محمد علي فهمي يرصد تاريخ الدفاع الجوي

وفي مذكراته “القوة الرابعة”، يقدم المشير محمد علي فهي، رصد تاريخي لقوات الدفاع الجوي منذ تأسيسها مع بداية الحرب العالمية الثانية، والمعارك التي خاضتها، وكيف دافعت عن مدن مصر من غارات المتحاربين في حرب لم تكن لمصر ناقة فيها ولا جمل، مرورا بحروب 1965، و1967، حرب الاستنزاف، وصولا إلى نصر أكتوبر 1973.

الدفاع الجوي المصري يحطم أسطورة التفوق الجوي الإسرائيلي

يؤكد  المشير محمد علي فهي  أن الإعداد والتخطيط الجيد والمتكامل لــ حرب أكتوبر، سبقها الكثير من الإعداد والتخطيط والذي كان يهدف إلى أن تكون الضربة الجوية الأولى له لتحقيق أقصى درجات المباغتة للعدو: "مع نهاية 1972 وبعدما استنفدت مصر كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لتحريك القضية من حالة اللا سلم واللا حرب، أصدر الرئيس السادات توجيهاته إلى القائد العام للقوات المسلحة بالتخطيط لعملية هجومية استراتيجية مشتركة بالتعاون مع القوات المسلحة السورية، وحدد القائد الأعلى للقوات المسلحة الإطار والأسلوب والهدف.

وتشكل على الفور في قيادة قوات الدفاع الجوي جهاز خاص للتخطيط لهذه العمليات. وكان على جهاز التخطيط في قيادة قوات الدفاع الجوي أن يجري كافة التقديرات والدراسات التي تكفل للخطة النجاح المنشود وصولا إلى الهدف المحدد، وهو حرمان العدو من تفوقه الجوي وتحييد قواته الجوية في مسرح القتال.

ويواصل المشير محمد علي فهي: وكان هناك عدد من الحقائق لا بد من وضعها في الاعتبار كأساس للخطة لتلافي أي ثغرات محتملة بين التخطيط والتنفيذ، وكانت هذه الحقائق، أن قوات الدفاع الجوي، ستواجه القوات الجوية الإسرائيلية وهي قوة الردع الرئيسية لدى العدو، وهي في كامل قوتها حيث لم يكن في مقدور القوات الجوية المصرية الوصول بالأنواع التي تمتلكها من الطائرات إلى القواعد الجوية الرئيسية في إسرائيل وإنزال خسائر جسيمة في طائراته ومعداته.

وفي مواجهة هذه الحقيقة أمكن لجهاز التخطيط بقيادة قوات الدفاع الجوي إيجاد الحل المناسب بالتنسيق مع هيئة التخطيط في القيادة العامة للقوات المسلحة، واستقر الرأي على أن مواجهة هذه الحقيقة يتطلب الإصرار على إحراز المفاجأة وحرمان العدو من التمتع بمزايا توجيه الضربة الأولى، وكان على قوات الدفاع الجوي القيام بدور رئيسي في هذا المجال. 

فقد كان على الدفاع الجوي أن يحرم العدو من المعلومات التي يحصل عليها بواسطة طلعات الاستطلاع الجوي التي تطير شرقي القناة، ولم يكن أمامنا لتنفيذ هذا القرار إلا أسلوب القوة.. وفعلا أمكن عن طريق عدة عمليات خاصة، أن نكبد العدو خسائر متلاحقة في طائراته التي تقوم بالاستطلاع شرقي القناة، وربما لم نهتم نحن أو العدو بالإعلان عن هذه الاشتباكات، ولكن كانت خسائر العدو في أحداها جسيمة ومؤلمة فلم يقدر على الكتمان واضطر المتحدث العسكري الإسرائيلي أن يعلن في حزن وأسى عن إسقاط الصواريخ الموجهة المضادة للطائرات المصرية يوم 17 سبتمبر 1971 لطائرات استطلاع إلكتروني إسرائيلية من طراز استراتوكروزر في سيناء ومقتل جميع من فيها وكانوا نخبة من العلماء والمتخصصين في الحرب الإلكترونية.