الفريق عبد المنعم واصل يكشف دور التنسيق بين كافة أجهزة الدولة في حرب أكتوبر
كشف الفريق عبد المنعم واصل خلال مذكراته دور التنسيق بين كافة أجهزة الدولة، خلال حرب أكتوبر، وذلك في عرضه للمراحل التي انتهت إلى نصر أكتوبر73.
وأكد الفريق عبد المنعم واصل قائد الجيش الميداني الثالث خلال حرب أكتوبر ، أن الاستعداد لمعركة التحرير تم بــ التنسيق بين كافة أجهزة الدولة وليس على مستوى القوات المسلحة فقط، فكان العمل السياسي المكثف لإعداد الرأي العام العالمي لتقبل الهجوم المصري ـ السوري لتحرير الأرض من خلال الجهود التي بذلت عزل إسرائيل وكشف تعنتها وغطرستها واستخفافها بالقرارات الدولية، ومن هذا المنطلق كان الدعم السوفيتي لمصر وسوريا بالسلاح.
دور المخابرات في حرب أكتوبر
ويضيف الفريق عبد المنعم واصل: ثم كان العمل الاقتصادي لإعداد الدولة للحرب من خلال توفير احتياجات الشعب من المواد الغذائية، وتكديس الاحتياطيات والمخزون الاستراتيجي من المواد الأساسية، علاوة علي توفير احتياجات القوات المسلحة من مختلف الاحتياجات اللازمة لإعاشة الجيش وتدريبه وإعداده، وكان لنشاط المخابرات والشرطة أهمية كبيرة في القبض علي العملاء والجواسيس، لحرمان العدو من اكتشاف نوايانا واستعدادتنا للحرب، الأمر الذي أدي إلي عدم ثقة القيادة الإسرائيلية في المعلومات التي تلقتها عن استعدادتنا لشن الحرب، وبالتالي تأخر القوات الإسرائيلية في التعبئة ورفع درجات الاستعداد لمقابلة هجوم قواتنا.
إعداد القوات المسلحة للحرب بأسلوب علمي
أما عن الإعدادت لمعركة التحرير علي الجانب العسكري، فيوجزها “واصل” في: التخطيط لعمليات أكتوبر 73 بأسلوب علمي دقيق لم يترك كبيرة ولا صغيرة إلا وقد تم بحثها وإعداد الحلول لها، وقد تم التخطيط للحرب من خلال دراسة المشاكل التي تقابل القوات المسلحة لتنفيذ عملية العبور والهجوم على سيناء.
كانت مشكلة تفوق طيران العدو تؤرق قواتنا المسلحة، وللتغلب علي هذه المشكلة كان لابد من تقوية عناصر الدفاع الجوي المصرية وإمدادها بأحدث أنواع الصواريخ المضادة للطائرات، ومنها الأنواع ذاتية الحركة والمحمولة علي الكتف، وكان لكثافة دعم الوحدات والتشكيلات بالصواريخ المضادة للطائرات الفردية أثر كبير في ارتفاع خسائر القوات الجوية الإسرائيلية في معارك أكتوبر 73.
أما المشكلة الثانية التي واجهت قواتنا المسلحة هي تفوق إسرائيل في عنصر المدرعات والوحدات الميكانيكية واعتمادها علي الدبابات الأمريكية ذات السرعة الكبيرة ودرجة دقة النيران العالية. وتم التغلب علي هذه المشكلة بدعم الوحدات والتشكيلات المشاة الميكانيكية والمدرعة بعناصر الصواريخ المضادة للدبابات، سواء المحمولة بواسطة الفرد أو المجهزة علي العربات أو المركبات المدرعة، وكان لهذه الصواريخ أثرها الكبير في فداحة خسائر إسرائيل من الدبابات، وكانت كثافة استخدامها هي إحدي مفاجآت حرب أكتوبر، كما عاونت أطقم اقتناص الدبابات التي تم تشكيلها وتسليحها بالقواذف الصاروخية المضادة للدبابات في ارتفاع نسبة خسائر إسرائيل من الدبابات خاصة أثناء القتال القريب بين القوات.
بينما كانت النقط الإسرائيلية الحصينة علي الضفة الشرقية لقناة السويس، هي المشكلة الثالثة التي واجهت جيشنا، وللتغلب عليها بدأت قواتنا المسلحة اعتبارا من ديسمبر 72 في تجهيز مرابض نيرا المدفعية والمناطق الابتدائية للهجوم ومراكز القيادة وساحات إسقاط الكباري والمعديات، علاوة علي تجهيز شبكات الطرق والمدقات الطولية والعرضية، لتسهيل تحركات القوات والمناورة بها من اتجاه إلي آخر، إضافة إلي تقوية الكباري علي ترعة الإسماعيلية، لتتحمل مرور الدبابات إلي القناة، كما تم تحسين التجهيزات الهندسية للمواقع الدفاعية غرب القناة.
كيف تغلبت القوات المسلحة علي مصاعب العبور
وحول مشكلة خزانات النابالم وخط بارليف فكان من خلال ابتكار أفكار إبداعية مبتكرة أبدعها المقاتل المصري، ومنها تصميم سلالم من الحبال والعصي وأدوات الحفر، لكي يستخدمها أفراد المشاة في الموجات الأولي للعبور، لتسلق الساتر الترابي واحتلاله، كما تم تصميم عربات يد يدوية لحمل الذخيرة وجرها لصعود الساتر الترابي، كما تم ابتكار جاكتة العبور التي تمكن الجندي من حمل كل احتياجاته بسهولة أثناء العبور والقتال.
بينما أمكن التغلب علي خزانات النابالم بعمل سدادة من الخشب توضع في الماسورة الموصلة إلي سطح الماء علي أن يتم سدها تماما بواسطة سلة من السلك المملوء بالأسمنت، علاوة علي قطع الخراطيم المتصلة بالخزانات، وتم اختيار مجموعة من الأفراد والضباط الذين يجيدون السباحة لتنفيذ هذه العملية، وتم تدريبهم وإعدادهم جيدا لساعة التنفيذ.