فى ذكراه.. تعرف على رأي "طه حسين" في القصة وكُتابها والكتب الأقرب إليه
اجتمعت في شخصية عميد الأدب العربي طه حسين، ــ الذي يتزامن هذا العام مع حلول الذكرى الخمسين لرحيله عن عالمنا، لكنه باق بفكره وأدبه ــ صورة عصره بما فيه من عناء وتطلع، وما قدمه لـ الثقافة المصرية العربية، من رؤى وإبداع.
وعلى كثرة ما قدمه طه حسين من إبداع تجلي في مؤلفاته التي تنوعت ما بين النقد والتأليف، تبقى القصة القصيرة اللون الأدبي المحبب إلى قلبه.
برز طه حسين في لحظة من عمر أمتنا العربية فخلدها وخلدته، وكان وسيظل معلما من معالمها في التنوير والتحديث وإعمال العقل النقدي.
رأي طه حسين في القصة القصيرة وكتابها
في لقاء إذاعي لـ طه حسين، تحدث عن القصة القصيرة وكتابها. وفي معرض حديثه لفت إلى أن الكتاب الشباب ــ وقت إجراء المقابلة الإذاعية ــ لا يعترفون بأنني عميد الأدب العربي والذي لا أعترف بهذا أنا أيضا. واستدرك: أكثر من يكتبون الآن لا يرسلون إلي بآثارهم وقد أعجبت ببعض الكتاب القصصيين مثل نجيب محفوظ وثروت أباظة ويوسف السباعي ويوسف إدريس. وكل هؤلاء قد كتبوا قصصا حسنا لا بأس به.
هذا الكتاب الأقرب لقلب طه حسين
وعن تنوع مجالات الإبداع والأدب التي خاضها طه حسين، وتعددها، إلى أن هناك كتابا هو الأقرب والأحب إلى قلب ونفس طه حسين، وهو ما كشف عنه في نفس اللقاء: أظن أن أحب شيء إلى كتاب “على هامش السيرة”، لأني صدرت في كتابته عن حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حب عميق جدا. وأظن أنني عبرت عن هذا الحب تعبيرا لا بأس به.
كتاب فرنسي ألهم طه حسين
ويستدرك “طه حسين”: ومع ذلك فأنا لم أكن مبتكرا في هذا الكتاب. فقد كنت قد قرأت كتابا فرنسيا، للكاتب الفرنسي الكبير الذي عاش في القرن التاسع عشر وهو جوي لوميتر، اسمه “علي هامش الكتب القديمة”، فأعجبني هذا الكتاب، وأردت أن أضع كتابا، فاخترت السيرة النبوية لأنها مكنتني من التعبير عن حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
لهذه الأسباب كان طه حسين يعتز بكتبه عن الإسلام
ويأتي بعد هذا الكتاب بعض الكتب التي كتبتها عن الإسلام، مثل كتاب الوعد الحق، لأني كتبت هذا الكتاب بإخلاص شديد، لأني أحب الذين عاصروا النبي من أصحابه وأذكر الاضطهادات التي احتملوها في مكة. وكتب أخرى كتبتها عن مثل كتاب مرآة الإسلام. الشيخان أبو بكر وعمر، وكتاب الفتنة الكبرى عن عثمان وعلي. هذه هي الكتب التي أفضلها وأعتز بها من بين كتبي كلها.
واستطرد طه حسين: فيما مضى كنت أعتز بأني من أوائل الذين كتبوا في العصر الحديث عن أبي العلاء المعري، في كتاب “ذكرى أبي العلاء”، وفي كتاب مع أبي العلاء في سجنه، ولكن هذا شئ قد مضي وانقضي فلندعه للزمن الذي كتب فيه.
رأي طه حسين في تأثير العلم على الأدب والفن
وحول الأثر الذي يتركه العلم علي الأدب والفن، قال طه حسين: لقد سبقتنا أوروبا إلي العلم والتعمق فيه والاستكشافات الخطيرة ومع ذلك لم يمنعها هذا من إنتاج الأدب الرفيع طوال القرن التاسع عشر وأثناء القرن السابع عشر والثامن عشر أيضا وفي هذا القرن. ولكن الشئ الذي ألاحظه هنا، هو أننا نكثر جدا من الحديث عن العلم، ومن الحديث الذي يتحدث عن الإنتاج. فنحن عمليون في كلامنا وتفكيرنا. وأتمنى أن تكون منا طائفة يحبون العلم للعلم وللاستكشاف العلمي وفتح آفاق جديدة أمام الباحثين. وأعتقد أن هذا لا يزيد الأدب إلا رقيا.