"بحبر خفى" للكاتب عبد الفتاح كيليطو.. أحدث منشورات المتوسط
صدر حديثًا عن دار منشورات المتوسط، كتاب بعنوان "بحبر خفي" للكاتب عبد الفتاح كيليطو.
ومن الكتاب:
«استبدال اللغة القديمة بلغة جديدة... لكنْ، ما هي، مرَّة أخرى، لغة إدوارد سعيد القديمة، لغته الأولى؟ أَهي العربية؟ لا يمكن الجزم وهو نفسه لا يُقِرُّ يقينًا بذلك، ممَّا لا شكَّ فيه أن لكونراد لغة أصلية، البولونية، لم يتعلَّم الإنجليزية إلَّا بعد أن تقدَّم في السنِّ، وبعد أن تعلَّم الفرنسية، فهي لغته الثالثة.
يختلف الأمر بالنسبة إلى إدوارد سعيد: لم يستبدل، كما فعل كونراد، لغة بلغة، لم يستبدل العربية بالإنجليزية، فكلا اللغَتَيْن أصليَّتان عنده، ليست لديه لغة قديمة أعقبتْها لغة جديدة وحلَّت محلَّها، ومع ذلك، إن كان ولا بدا من حديث عن لغة جديدة ولغة قديمة، فالجديدة فيما يخصُّه هي العربية، أقصد المكتوبة، عربية الأدب والثقافة، عربية القراءة والكتابة، عربية الكتاب.
العربية هذه، المُهمَلَة في تكوينه، أحسَّ بحاجة مُلِحَّة لتَعلُّمها، وبالتالي لإنجاز نقلة نوعية في مساره، عربية الكتاب هي السبيل لرَدْم الهُوَّة بين هُويَّتَيْن، بين عالَمَيْن".
الكاتب عبد الفتاح كيليطو
عبد الفتاح كيليطو هو كاتب وناقد مغربي، ولد عام 1945 في مدينة الرباط، يكتب باللّغتيْن العربيَّة والفرنسيَّة، اشتغل على التجديد في الدراسات الأدبيَّة العربيَّة، وصدر له في ذلك عدَّة مؤلَّفات، منها خمسة أجزاء كأعمال كاملة سنة 2015، وهي: "جدل اللغات"، الماضي حاضرًا"، "جذور السَّرد"، "حمَّالو الحكاية"، و"مرايا"، بالإضافة إلى أعماله التي نقلت بين اللغتيْن: "من نبحث عنه يقطن قربنا" 2019.
كما صدر له عن منشورات المتوسط كتاب "في جو من الندم الفكري" سنة 2020، تُرجمَت له أعمال عديدة إلى لغات أخرى مثل الإنجليزية والإسبانية والإيطالية.
وساهم عبد الفتاح كيليطو، في أن يحاضر في عدد من الندوات والمحاضرات حول الأدب العربي والفرنسي في لقاءات ثقافية وحوارات في المغرب وخارجه، كما نال عدَّة جوائز في النقد والدراسات الأدبية.