"بيزنطية مصر" تحتفل بذكرى اثنين من كبار قديسيها
تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بتذكار القديس النبي باروك وهو هو كاتب سفر باروخ كان يعمل كاتبًا لإرميا النبيّ وكان مخلصًا لإرميا وعرف عنه أيضًا أنه كان نبيًّا صدّيقًا واشترك الاثنان في الأتعاب والاضطهادات التي لقياها من يهوياقيم بن يوشيا ملك.
كما تحتفل الكنيسة بذكرى خاريطون البار المعترف، الذي ولد في أيقونة من أعمال ليكاونية. وذاق ألوان العذاب لأجل المسيح في عهد الإمبراطور ديوكليسيانوس. لكنه بعد اطلاق الحريّة الدينيّة في الامبراطوريّة الرومانيّة من قبل الامبراطور قسطنطين الكبير سنة 313، ذهب إلى فلسطين، واسّس فيها ثلاثة اديرة: الأوّل في "فاران"، والثاني في جوار اريحا والثالث في "تَقْوَع" في جوار بيت لحم. وقد أسلم نفسه البارة بيد خالقه سنة 350.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ كلّ نفسٍ بشريّة هي في حدّ ذاتها هيكلٌ لله: هذا ما يفتحُ أفقًا فسيحًا وجديدًا. إنّ حياة الصلاة التي عاشَها الرّب يسوع هي المفتاح لفهم صلاة الكنيسة. نرى أنّ الرّب يسوع قد اشتركَ في الخدمة الإلهيّة، وفي ليتورجيّة شعبه...؛ لقد دفعَ ليتورجيّة العهد القديم لتَكتملَ في ليتورجيّة العهد الجديد.
لكنّ الرّب يسوع لم يشتركْ فقط في الخدمة الإلهيّة العامّة المفروضة في الشريعة. فالأناجيل تتضمّنُ مراجع عديدة لصلاته وحيدًا في صمت الليل، على رؤوس الجبال الوعرة، وفي الأماكن المُقفرة. أربعون يومًا وأربعون ليلةً من الصلاة سبقَتْ حياة الرّب يسوع العلنيّة
انعزلَ في وحدة الجبل ليُصلّي قبل اختيار الرسل الاثنيّ عشر وإرسالهم. حين صلّى في جبل الزيتون، تهيّأ ليَسيرَ حتّى الجلجلة. إنّ الصرخة التي أطلقَها نحو الآب في تلك الساعة الأكثر مشقّة في حياته قد كُشِفَتْ لنا من خلال كلمات مختصرة تلمعُ كالنجوم في ساعاتنا على جبل الزيتون: "يا أبتِ إنْ شئتَ، فأصرِفْ عنّي هذه الكأس، لكن لا مشيئتي بل مشيئتك"، إنّ هذه الكلمات هي كبريقٍ يُنيرُ لنا لحظةً من حياة الرّب يسوع الأكثر حميميّة، السرّ غير المُدرَك لكونه إنسانًا وإلهًا، ولحواره مع الآب. هذا الحوار قد دام بالتأكيد كلّ حياته، بدون انقطاع.