محافظ الغربية يشهد الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف
شهد الدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، احتفال المحافظة بـ المولد النبوي الشريف، والذي أُقيم اليوم بالمسرح الثقافي بطنطا، بحضور الدكتور أحمد عطا، نائب المحافظ، ونجوى العشيري، السكرتير العام للمحافظة، المهندس علي عبدالستار، السكرتير المساعد، والمستشار عمرو حتاتة، المستشار القانوني للمحافظة، وأعضاء مجلسيِّ النواب والشيوخ بالمحافظة، لفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والدينية.
بدأت الأمسية بالسلام الوطني، تلاوة آيات عطرة من القرآن الكريم تلاها القارئ الشيخ محمود الشحات أنور، استمع بعدها الحضور لندوة دينية أدارها الشيوخ الإجلاء الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، والذي ترأس الندوة الدينية بحضور مجموعة من المشايخ، على رأسهم فضيلة الشيخ خالد خضر، وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، الشيخ عبد اللطيف طلحة، وكيل المنطقة الأزهرية بالغربية.
وخلال كلمته، وجَّه الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، الشكر لمحافظ الغربية على الدعوة الكريمة والتنظيم المتميز مستهلًا الندوة بالثناء والصلاة على خير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وقال هاني، إن كمال الإيمان بالله سبحانه وتعالى مرتبط بمحبة سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين وإن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاحتفال بذكرى المولد النبوي يكون بتجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا لفرحنا بيوم مجيئه.
الرحمة من عظيم أخلاق نبينا
من جهته، أكد الشيخ خالد خضر، وكيل وزارة الأوقاف بالغربية، أن الرحمة من عظيم الأخلاق التي تحلّى بها نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم"، وقد تجلت الرحمة في حياة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه في أعلى صورها وأبهى معانيها، واتسعت آفاقها لتشمل جميع أمته، بل جميع المخلوقات، حيث يقول الحق سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم عن نفسه: (إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةً مُهْدَاةً). فكان نبينا صلى الله عليه وسلم رحيمًا بالضعفاء وذوي الهمم واليتامى والمساكين يوصي برحمتهم وإكرامهم ويسعى في قضاء حوائجهم، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقرْ كَبِيرَنَا)، ويقول عليه الصلاة والسلام لمن جاءه يشكو قساوة قلبه: (أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ صلى الله عليه وسلم): (ارْحَمِ الْيَتِيمَ، وَامْسَحُ رَأسَهُ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُلَيِّنُ قَلْبَكَ، وَتَقْدِرُ عَلَى حَاجَتِك)، ويقول سيدنا عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه: "كان النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يأنفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة" كما جعل النبي (صلى الله عليه وسلم) عبد الله بن أم مكتوم (رضي الله عنه)- وكان ضريرا- مؤذنا له، واستخلفه (صلى الله عليه وسلم) على المدينة ليصلي بالناس.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف، وكان الطفلُ لهُ نصيبٌ وافرٌ مِن رحمتِهِ ﷺ، فحينَ يسمعُ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ) بكاءَ الطفلِ الرضيعِ يُنهِي صلاتَهُ على عجلٍ؛ رحمةً بالرضيعِ وبأمِّهِ، يقولُ ﷺ: (إِنِّي لأَدْخُلُ الصَّلاَةَ أُرِيدُ إِطَالَتَهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأُخَفِّفُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ بِهِ)، وحينَ قبَّلَ رسولُ اللهِ ﷺ حفيدَهُ الحسنَ بنَ عليٍّ (رضي اللهُ عنهمَا) وعندَهُ الأقرعُ بنُ حابسٍ التميمِي فقالَ الأقرَعُ بنُ حابِسٍ: إنَّ لي عَشَرةً مِن الوَلَدِ، ما قبَّلتُ منهم أحَدًا. فقال رسولُ اللهِ ﷺ: (مَن لا يَرحَمْ، لا يُرحَمْ)
من جانبه، نقل فضيلة الشيخ عبد اللطيف طلحة وكيل المنطقة الأزهرية بالغربية، تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وأضاف أن الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى سنوات، الرسول صلى الله عليه وسلم كان رجل دوله انشئ دوله قامت على الحق والعدل والاستمرارية وتحدث عن يوم مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وحياته ورسالته وهجرته والدعوة للإسلام، وأوضح أن الهدف من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، هو التقرب من النبي صلى الله عليه وسلم بذكر سيرته وأخلاقه وشمائله ونشر ذلك بين الناس، وتعبيرًا عن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يعد مظهر من مظاهر الدينَ ووسيلة مشروعة، وأيضا إقامة ذكرى المولد النبوي الشريف، ما يحث على الصلاة والثناء عليه، وقد امرنا الله بها، قال تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".
وتخلل الاحتفال العديد من الفقرات المواكبة لهذه المناسبة الشريفة فقد تم عرض مجموعة من الابتهالات والأناشيد الدينية وعروض التنورة التي نالت إشادة جميع الحاضرين.