"كتابك عرضوه على البرلمان".. تفاصيل خطاب بين طه حسين والمرصفي
خصصت المؤسسات الثقافية هذا العام 2023، بأنه عام عميد الأدب العربيالدكتور طه حسين، ومن ضمن تلك الكتب كتاب "طه الذي رأى" من تأليف الكاتب اللواء حمدي البطران، الذي رصد فيه رحلة كفاحه من جميع النواحي.
ومن بين الأمور التي تناولها البطران أنه بعد كتب طه حسين كتاب الشعر الجاهلي، ذهب طه حسين مع سوزان في فندق في منطقة حمانا الجميلة في لبنان، والتقى طه وسوزان في هذا الفندق الممثل المصري جورج أبيض وزوجته دولت أبيض التي مثّلت مسرحية أندروماك، وقد أحبّتها سوزان، وكان طه حسين يحب الاستماع إلى صوتها.
الاستمتاع بالعطلة
وتابع البطران: "أضفى وجود الممثل المصري وزوجته نوعًا من البهجة على جو الفندق الذي يقيم فيه طه حسين، فكان لا يشعر بالغربة، وكانت أخبار مصر تصلهم أولًا بأول".
واستكمل: “وكان طه حسين لا يحب الاستماع إلى تلك الأنباء التي تحمل له الكثير من المتاعب خصوصًا المتاعب الشخصية، الرجل جاء إلى هنا ليستجمَّ ويستريح، ولكن وصلته أنباءٌ عن أن طعنًا قُدّم للنيابة العامة لإعادة التحقيق، وردّ قرار الحفظ الذي أصدره المستشار محمد نور الدين رئيس نيابة مصر، والذي انتهى فيه إلى حفظ التحقيق”.
وقال البطران: “عاد طه حسين للتفكير فيما حدث، وتذكّر طه حسين أول نبأ وصله عن كتابه الجديد، إذ فوجئ وهو في إيطاليا، ببرقية عاجلة جاءت إليه من القاهرة أرسلها الشيخ محمد المرصفى، مختصرة ومركزة وخطيرة في آن واحد”.
نص رسالة المرصفي لطه حسين
كتابك الأخير عرضوه على البرلمان الذي طالب بفصلك من الجامعة، لكن رئيس الوزراء هدّد بالاستقالة، تدخّل سعد زغلول، وأُحيل الموضوع إلى النيابة العامة، النيابة تطلبك للتحقيق معك أرجو حضورك حالًا.
وتلقّى طه حسين هذه البرقية من صديقه القديم محمد المرصفى دون أن يعلم بالضبط حقيقةَ ما جرى، فى الواقع أن المرصفى لم يذكر لطه حسين في برقيته أسوأ ما جرى.
فلم تذكر البرقية التي أرسلها أن المعارضين للكتاب حرّضوا طلبةَ الجامع الأزهر على القيام بمظاهرة تتوجه إلى بيت سعد زغلول، مظاهرة ضخمة.
لقد استقبلهم سعد في بيته بيت الأمة، حيث ذهبوا إليه يطالبونه كرئيسٍ لحزب الأغلبية في البرلمان بمطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات رادعة مع طه حسين، إجراءات مثل طرده ومحاكمته ومعاقبته، إجراءات مثل إعلان كُفرِه وإلحادِه رسميًّا.
وصف طه حسين
مرة أخرى تتلاحق الاتهامات المحفوظة من قبل ضدّ كل من يُقدّم للمجتمع فكرة جديدة:
ملحد.. فاسق.. زنديق.. کافر.. خارج على القانون والدين والأدب.. قليل الأدب طه حسين! لا بدَّ من رأسه! ليس أقلّ من رأسه!
كان طه حسين قد بدأ في كتابة كتابِه: "الشعر الجاهلي" في يناير 1926، وانتهى من كتابته في مارس.
اقرأ أيضًا:
"سيبقى اسمك منحوتًا على جرانيت الشاغور".. قصة عطلة صيفية بين طه حسين وزوجته فى لبنان