"ولدنا محمد أبواب إيران مفتوحة لاستقبالك".. حكايات من أسرار حسنين هيكل
استطاع أسطورة الصحافة محمد حسنين هيكل أن يذهب إلى مكان الجرائم بصعيد مصر، عندما ظهرت عصابة الخط وجرائمه ومع شهرته في صعيد مصر، وعاش في جبال الصعيد التي اتخذها الخط مسرحا لجرائمه، وبحث عن كل شئ يتصل بحياة الخط، ثم امسك بكل الخيوط التي دفعته هو وعصابته إلى أن يختار حياة الجريمة، وبحث في نوعية الجرائم التي ترتكبها العصابة وأكثر من ذلك حتى أمسك بالخيط المفقود.
عرف هيكل صاحب النفوذ الذي يحمي الخط وعصابته، وكشف عنه وكان واحدًا من زعماء الأحزاب السياسية تقلد منصب وزاري ورئاسة مجلس النواب وقتها، حسبما يذكر فتحي رزق في كتابه “في بلاط صاحبة الجلالة”.
وتوالت تحقيقات هيكل الصحفية عن حرب فلسطين، حضر معاركها وعاش مع الجنود في الخنادق، وعاش معهم الثورة على مفاسد الحكم، وبعد فلسطين ذهب إلى اليونان وعاش حروبها الأهلية، ثم إلى كوريا والهند والصين.
وفي إيران عاش معركة تأميم البترول، وحضر محاكمة محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني، وحسين فاطمي وزير خارجية إيران آنذاك الذي نقلوه على "نقالة" من المستشفى إلى حجرة الإعدام.
وعندما قامت ثورة 23 يوليو ترك هيكل مكتبه وانتقل وراء أخبارها وتحركاتها في كل مكان.
وفيما بعد زار العالم كله تقريبا والتقى بكل زعماء الشرق والغرب في أوروبا الشرقية والغربية وآسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، وتابع حروب مصر مع إسرائيل أعوام 56 والاستنزاف 69، وأكتوبر 73، وارتبط بصداقات شخصية مع معظم الذين التقى بهم من زعماء وساسة العالم.
وعندما اندلعت الثورة في إيران أرسل يطلب لقاءه بالخميني الذي سبق أن تعرف إليه والتقى به في باريس خلال فترات نفيه وجاء رد الخميني "ولدنا محمد أبواب إيران مفتوحة لاستقبالك".