عز الدين نجيب.. إطلالة على مسيرة فنان أديب موسوعى شامل

فارق دنيانا قبل قليل الفنان عز الدين نجيب، لتصل مسيرة فنان أديب موسوعي شامل إلى محطتها الأخيرة، ولكن مع غياب الجسد تبقي السيرة أطول من العمر بما خلفه وراءه من أعمال إبداعية، تنوعت بين الأدب والفن التشكيلي والنقد، والمساهمة في تأسيس العديد من الكيانات الثقافية العامة والخاصة المستقلة.

نشأته وتعليمه 

عز الدين نجيب، المولود لأسرة متوسطة بمحافظة الشرقية، تحديدًا قرية "مشتول السوق" في 30 أبريل 1940، خلال الفترة من 1955 - 1957 أتم تعليمه الثانوي، ليلتحق بكلية الفنون الجميلة حيث تخصص في قسم التصوير الزيتي، وحصل على البكالوريوس في العام 1962. 

محطات بارزة في حياة الفنان عز الدين نجيب

شهد العام 1964 افتتاح أول معارض الفنان عز الدين نجيب التشكيلية، بقصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، بمشاركة الفنان زهران سلامة، وكان المعرض محصلة للزيارة التي قام بها الفنانان للسد العالي والنوبة.

وجاء معرض "صيادون وقوارب" كأول معرض خاص لعز الدين نجيب، والذي أقامه في العام 1965 بقصر ثقافة بورسعيد، لينطلق الفنان عز الدين نجيب في عالم الفن التشكيلي، حيث شهدت الفترة من 1974 حتى 1976 فترة توهج وزخم في حياته، حيث أقام العديد من المعارض التشكيلية الخاصة الفردية له.

مقالاته في النقد التشكيلي

بدأ عز الدين نجيب في نشر مقالاته في النقد التشكيلي، وذلك بمجلة الطليعة عام 1972 حتى توقفت المجلة عام 1977، لكن "نجيب" كان قد بدأ كتابة مقالاته النقدية التشكيلية في العديد من الصحف والمجلات، من بينها: روزاليوسف، الحياة الدولية، الهلال، دبي الثقافية، العربي الكويتية، الوفد، أخبار الأدب وغيرها.

كتابته للقصة القصيرة والرواية

إلى جانب الفن التشكيلي، بدأ عز الدين نجيب نشر القصة القصيرة منذ العام 1958 في جريدة "المساء". وفي عام 1960 نشر أولى مجموعاته القصصية المعنونة بـ"عيش وملح"، بمشاركة الكتاب: محمد حافظ رجب، محمد عباس، الدسوقي فهمي، سيد خميس، محمد جاد. 

بعدها بعامين صدرت له عن دار القومية العربية للنشر، المجموعة القصصية المنفردة "أيام العز"، التي نال عنها جائزة القصة التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة.

وتوالت بعدها مجموعاته القصصية، ففي العام 1968 وتحت عنوان "المثلث الفيروزي"، صدرت ثانية مجموعات عز الدين نجيب القصصية عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ليصدر بعدها مجموعات "أغنية الدمية" عام 1975 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق.

وفي العام 2002 طرحت الهيئة المصرية العامة للكتاب الأعمال الكاملة لـ عز الدين نجيب، بالإضافة إلى مجموعة "نقطة صغيرة قرب السماء" وصدرت عن دار مصر المحروسة للنشر 2015. 

كما صدر للفنان الكاتب عز الدين نجيب ثلاث روايات هي: "نداء الواحة" عن دار غراب للنشر والتوزيع 2016، "المسافر خانة" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 2021، ورواية "دبيب العقرب" العام الماضي 2022.

مؤلفات عز الدين نجيب النقدية

وفي مجال النقد التشكيلي، صدر للكاتب الفنان عز الدين نجيب العديد من الكتب والمؤلفات، نذكر من بينها: "فجر التصوير المصري الحديث" عن دار المستقبل العربي 1985، "موسوعة الفنون التشكيلية" في ثلاثة أجزاء عن دار نهضة مصر 2008، وعن نفس الدار صدر له في العام اللاحق 2009 كتاب "الأنامل الذهبية"، "ستائر الضوء" 1996، "فنانون وشهداء" 2000، و"التوجه الاجتماعي للفنان المصري المعاصر" وصدر في العام 1997 عن المجلس الأعلي للثقافة، "أنشودة الحجر" 1999 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، التي نشرت له أيضًا مؤلفات: "حامد عويس.. الإبداع والثورة" 2004، "محمود بقشيش.. فنان وعصر" 2007. 

وعن مكتبة ديوان صدر له في العام 2007 كتاب "الفنان عبدالحي أبوالعينين"، وعن الهيئة المصرية العامة للكتاب صدر له "الوشاحي.. كاشف الآفاق" 2014، وعن هيئة الكتاب أيضًا صدر له: "الفنان جميل شفيق بين الحلم والأسطورة" 2017، "تحولات الفن عند مفصل القرنين" 2018. 

بالإضافة إلى العديد من الكتب والمؤلفات التي نشرها الكاتب الفنان عز الدين نجيب في التراث، منها: الصامتون.. تجارب في الثقافة والديمقراطية في الريف المصري- مواسم السجن والأزهار- رسوم الزنزانة- الثقافة والثورة- الثقافة والجسور المقطوعة- المثقفون والعسل المر وغير ذلك.