بعد 10 أيام من الفيضانات.. "المونيتور": درنة تفقد الأمل فى العثور على ناجين
يمتزج نسيم البحر الأبيض المتوسط في مدينة درنة الليبية المتضررة من الفيضانات، مع رائحة كريهة ناجمة عن البقايا البشرية المدفونة تحت الأنقاض المغطاة بالطين، حيث تلاشت أي آمال في العثور على ناجين ويظل الانتظار اليائس للعثور على جثامين الضحايا المشوهة بسبب البحر.
أمل ضعيف وانتظار يائس
وأكد موقع "المونيتور" الأمريكي، أنه بعد مرور 10 أيام على فيضانات مفاجئة التي ترقى إلى مستوى تسونامي اجتاحت مدينة درنة الساحلية، ودمرت أحياء بأكملها، لا يزال العديد من الناجين المصابين بصدمات نفسية ينتظرون معرفة مصير أقاربهم المفقودين، قليل منهم لديهم أمل في رؤية أحبائهم على قيد الحياة.
وتابع الموقع، أن الجثث لا تزال محاصرة داخل المباني المدمرة في درنة وتحت جبال الطين التي تتحول الآن إلى غبار خانق، بينما تواصل فرق الاستجابة للطوارئ عمليات البحث، حيث جرفت المياه الهادرة أعدادًا لا حصر لها من الأشخاص إلى البحر عندما انهار سدان في وقت متأخر من الليل بعد هطول أمطار غزيرة بسبب العاصفة دانيال على المنطقة في 10 سبتمبر، وقد جرفت المياه مئات الجثث إلى الشواطئ منذ ذلك الحين.
ارتفاع عدد القتلى إلى 3300
وأضاف أن عدد القتلى الرسمي يبلغ أكثر من 3300 شخص، ولكن من المتوقع أن يكون العدد النهائي أعلى بكثير، حيث تشير تقديرات منظمات الإغاثة الدولية إلى أن ما يصل إلى 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.
عائلات بأكملها اختفت
وقال محمد بدر، أحد سكان درنة، إن عائلات بأكملها اختفت، بينما كان يقوم بتنظيف منزله من الطين ويحاول إنقاذ ما يستطيع إنقاذه من الأثاث والأدوات المنزلية، مضيفًا: "عائلة بوزيد، عائلة فاتشياني، عائلة الخالدي، هذه عائلات بأكملها اختفت، لم يبق أحد".
وتابع: "سمعت الكثير من الصراخ لقد كان كابوسًا، كان الجيران هم الذين صرخوا حتى ماتوا كان الظلام دامسًا ولم يكن هناك أحد لمساعدتهم".
وعندما اجتاحت المياه الموحلة منزل الأسرة، تمسك بدر بمكيف الهواء المثبت أسفل السقف مباشرة، وسرعان ما تمكن بالكاد من إبقاء رأسه فوق الماء، ثم انقطعت وحدة تكييف الهواء عن الحائط، وتمكن بدر من التشبث بالأريكة العائمة خلال الساعات القليلة التالية، حتى انحسرت المياه تدريجيًا، وقال بدر: "توفي أخي بعد نزيف دام لساعات متأثرًا بإصابة في ذراعه".
ونجا والداه وأطفاله الثلاثة وزوجة أخيه، لكنه لم يتلق أي أخبار عن أعمامه وعائلاتهم.
مقابر جماعية
وقال محمود عرقيق، 50 عامًا، إنه فقد ما يصل إلى 70 فردًا من عائلته الكبيرة، وأكد الموقع الأمريكي، أنه في الأيام الأولى بعد الكارثة، قامت فرق الإنقاذ والمتطوعون على عجل بدفن مئات الجثث مجهولة الهوية في مقابر جماعية، وقالت السلطات إنه تم أخذ عينات من الحمض النووي على أمل التعرف عليها لاحقًا.