في رابع أيامه.. مهرجان مسرح الهواة يقدم العرض المسرحي "قسمة"
أقيم العرض المسرحي "قسمة" في اليوم الرابع لـ مهرجان مسرح الهواة الدورة التاسعة عشرة دورة الكاتب "يسري الجندي"، المقام برعاية د. نيفين الكيلاني وزير الثقافة، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
"قسمة" من إنتاج جمعية تنمية المجتمع بنجع الطويل بالطود بالأقصر، من تأليف حسام الدين عبد العزيز وإخراج شريف النوبي، إعداد وأشعار حسام الدين عبدالعزيز، موسيقى وألحان عبدالمنعم عباس، ديكور وملابس هاني محمد، تعبير حركي مصطفى أمين، مكياج شيماء ناصر، بطولة هالة الحسيني، سمير أحمد، حمدنا الله خليفه، رمضان محمد، أحمد علي، علاء احمد، بغدادي محمد، محمد رمضان، إبراهيم عبدالرءوف، محمد كمال، أحمد خيري، هند محمد، بسمة السيد، حبيبة محمود، رحمة هاني، محمد علاء، ناجي محمد، محمد أشرف، شاذلي نوبي، عامر سعيد، فراج عبدالراضى، محمد ثابت، فاتن حجاج، ملك محمود.
“قسمة” من نص مسرحي عالمي الي مصري
العرض عن واحدة من أهم مسرحيات شكسبير "مكبث" وتم تحويل النص العالمي إلى عرض يناسب البيئة الصعيدية حتى يصل إلى الناس البسيطة، وناقش العرض الدموية والحالة النفسية التي يصل إليها الشخص بعد القتل حتى يتمكن منه الشر، وذلك من خلال شخصية قسمة وزوجها بدار "الفارس" الذي يقود حربا ضد المطاريد والتي تنتهي بانتصاره، تصبح قسمة هي المدبر والمخطط لتتحول شخصية بدار الفارس إلى قاتل كبير القرية، ويطارد كل المقربين تحقيقا لأطماعه في سيادة القرية، وتصاب قسمة بالجنون وتموت وتكون نهاية بدار على يد كل من خانه.
جاء العرض بحضور لجنة التحكيم المكونة من الناقد د.أحمد مجاهد، د.عبدالناصر الجميل، الفنان د.هاني كمال وأعقب العرض ندوة نقدية وشارك بها الناقد والكاتب المسرحي إبراهيم الحسيني، الناقدة د. داليا همام، والناقد المسرحي محمد الروبي.
أشار "الحسيني" في حديثه أن الفكرة الأساسية هي فكرة السلطة والتحايلات للوصول إليها طوال الوقت، فالمؤلف أخذ الشكل العام لمكبث ووضعه داخل البيئة الصعيدية فكتب كتابة ملحمية، ظهرت من خلال مجموعة من حالة التحولات في الشخصيات، حالة القفز على السلطة، والاستحواذ عليها، ثم حالة انتصار الشعب في النهاية، وتميز العمل بالزخم الموجود على خشبة المسرح من خلال مزج الأغاني بالتحطيب بالشكل الشعبي أو الطقسي، وهذه سمة من سمات مسرح الجنوب، فلديهم ولع بالقصص التي لها علاقة بالهوية الشعبية، وحالة إقحام اللهجة الصعيدية في الأعمال، والقصص الشعبية وقصص الحب الموجودة في المجتمع كياسين وبهية وغيرها، وهذه الأجواء لها علاقة بثقافة الجنوب، وهناك دائما حالة غزلية بين النصوص التي تقدم وبين العديد من أغاني الجنوب المختلفة والممثلين.
وتحدث الروبي موضحا أن هناك فرقا كبيرا بين الاقتباس والترجمة فالاقتباس هو نقل الحالة العامة للعمل، ولكن الترجمة هو نقل النص بكل تفاصيله دون معرفة هل مناسبا أم لا، وهذه المشكلة وقع فيها مؤلف العمل فنقل تحول شخصية قسمة من الجبروت إلى المتعاطفة دون وضوح ذلك فالعرض، وهذا موجود أيضًا بالنص الأصلي مكبث، فالمسرح يبدأ من الكتابة، كما أكد الروبي على أن الفن تفاصيل يجب مراعاتها عند تنفيذها في العمل الفني.
أوضحت د. داليا همام أن كل شئ قابل للتطويع، وعند استلهام رواية مثل رواية ماكبث يجب معرفة كيف يمكن تقديمها وتمصيرها بما يتناسب مع مع البيئة التي تطوع فيها الرواية، وبهذا يظهر ابداع المخرج في العمل، ولكن ظهر في العمل التحول المفاجئ لبطلة العمل دون توضيح ذلك وفهمه، وعقبت "داليا" على ردود الفعل والانفعالات الزائدة وان يتم تقليلها بقدر الإمكان
عن مهرجان مسرح الهواة فى دورته الـ"19"
مهرجان مسرح الهواة في دورته التاسعة عشرة تترأسه الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، ويقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وتستمر فعالياته حتى 19 سبتمبر الحالي، وتنفذه الإدارة العامة للجمعيات الثقافية برئاسة عبير رشيدي، بالتعاون مع فرع ثقافة القاهرة التابع لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد برئاسة لاميس الشرنوبي.
ويقدم المهرجان عشرة عروض لفرق الجمعيات الثقافية من مختلف الأقاليم، بالإضافة للعديد من الندوات النقدية المصاحبة، وصدر عنه أول ذاكرة توثيقية له منذ بداية دوراته عام 1996 وحتى الدورة الحالية ويتضمن الكتاب سيرة ومسيرة المهرجان راصدا أماكن الانعقاد، رؤساء المهرجان، مديرو المهرجان، المكرمون، الجوائز، اللجان الفنية، وغيرها.