اليوم.. الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى القدّيس الشهيد نيكيتاس
تحتفل الكنيسة البيزنطية، اليوم، بذكرى القدّيس الشهيد نيكيتاس، الذي عاش في بلاط الغوط عبر نهر الدانوب، وبعد أن سفك دمه في سبيل المسيح، نقل جثمانه الطاهر إلى مبسوسط في آسيا الصغرى، ثم إلى البندقية في إيطاليا.
عظة الكنيسة الاحتفالية
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أيّها المسيح، أَعْلَم جيّدًا بأنّك لم تُرِد أن تترك الجمع صائمين هنا معي، بل اخترت أن توزّع عليهم الطعام ليشبعوا؛ هكذا، متقوّين بطعامك، لم يعد عليهم أن يخافوا من أن تخور قِواهم من الجوع. أعلمُ جيّدًا بأنّك لا تريد أن تصرفنا نحن أيضًا صائمين... لقد قلتَ ذلك: لم تكن تريد أن تخور قِواهم في الطريق، أي أن تخور عزيمتهم في مسيرة هذه الحياة، قبل أن يبلغوا نهاية الدرب، قبل أن يصلوا إلى الآب وأن يفهموا أنّك تأتي من الآب...
الربّ إذًا لديه رأفة، كي لا تخورَ عزيمة أحدٍ في الطريق... كما يُنزِل المطر على الأبرار بقدر ما يُنزِله على الفجّار كذلك يُطعِم الأخيار كما الأشرار. أليست قوّة الطعام هي التي سمحت للقدّيس إيليّا النبي، الذي كان خائرًا في الطريق، أن يمشي أربعين يومًا؟ هذا الطعام، لقد قدّمه إليه ملاكٌ؛ إنّما أنتم، فإنّ الرّب يسوع المسيح بنفسه هو الذي يطعمكم. إن احتفظتم بالطعام الذي تحصلون عليه، ستمشون ليس أربعين يومًا وأربعين ليلةً فقط... بل مدّة أربعين سنة، منذ خروجكم من أقاصي مِصر إلى حين وصولكم إلى أرض الوفرة، حيث يجري اللبن والعسل.
إنّ الرّب يسوع المسيح يوزّع إذًا الطعام، ويريد بدون أيّ شكّ أن يقدّمه للجميع. هو لا يحرم أحدًا، لأنّه يعطي الجميع. مع ذلك، عندما كسر الخبز وقدّمه للتلاميذ، إن لم تَمدّوا أيديكم للحصول على طعامكم، ستخور قِواكم في الطريق... هذا الخبز الذي كسره الرّب يسوع، إنّه سرّ كلمة الله: حين تُوزَّع، تتكاثر. من خلال بعض الكلمات فقط، قدّم الرّب يسوع للبشريّة جمعاء غذاءً فائضًا. سلّمنا كلامه كخبز، وبينما نحن نتذوّقُه، يتكاثر مجدّدًا في فمنا... وفيما كانت الجموع تأكل، تكاثرت الكسرات إلى حدّ أنّ الكميّة المتبقّية بدت أكثر من الأرغفة التي تمّ توزيعها.