"التطور العمراني لشوارع مدينة القاهرة".. كتاب يكشف تفاصيل المباني منذ بداية تخطيطها
يعد كتاب التطور العمراني لشوارع القاهرة للكاتب فتحي حافظ الحديدي، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية، أحد أبرز المراجع الرئيسية للتأريخ لشوارع القاهرة، وذلك منذ تخطيطها وحتى صورتها الحالية، يكشف عبر صفحاته توثيق دقيق بالصور تتبعه لتاريخ الشوارع منذ تخطيطها وحتى صورتها الحالية.
المباني ذات الطبيعة الخاصة
ويكشف الحديدي ربما للمرة الأولى في تاريخ الكتب التي تناولت القاهرة وشوارعها المبانيَ ذات الطبيعة الخاصة (الفيلات والقصور ودور العبادة واستديوهات التصوير السينمائي.. إلخ) التي كانت موجودة وقائمة في فترة من فترات التاريخ وتم هدمها أو تغيير هويتها العمرانية ليحل محلها مباني أو عمارات حديثة على الطرز الغربية أو غيرها، وهو في هذا يطرح بدقة شديدة بالتواريخ والبيانات الموثقة ما آلت إليه هذه المباني.. كيف ومتى نشأت وعاشت وهدمت.
يؤكد الكاتب أن مدينة القاهرة الحالية "مدينة موغلة في القدم مثل قدم نهر النيل. ومن الخطأ التأريخ لها بإنشاء الخليفة الفاطمي المعز لدين الله لها، وذلك كما حدث عندما احتفلوا في سنة 1969 بالعيد الألفي لها.
ويشير الكاتب إلى أن مدينة القاهرة في سنة 1900 تمتد من حي مصر القديمة جنوبا إلى حي العباسية شمالا، ومن جبانات شرق القاهرة شرقا حتى نهر النيل غربا، وكانت آنذاك يطلق عليها كلمة "مصر", حتى في الأوراق الحكومية، يقول المؤلف "ومازلنا نذكر أن تذكرة القطارات يكتب عليها مصر بدلا من القاهرة".
التقسيم الإداري لمحافظة القاهرة
يعرض الحديدي للتقسيم الإداري لمحافظة القاهرة التي كانت تشمل أحد عشر قسما؛ هي: [الجمالية ـ باب الشعرية ـ الدرب الأحمر ـ السيدة زينب ـ الخليفة ـ عابدين ـ الأزبكية وشبرا ـ الموسكي ـ مصر القديمة ـ بولاق ـ الوايلي] بتفاصيل غاية في الدقة والتوثيق والمتعة معا.
استند الحديدي إلى العديد من المراجع الرئيسية والتي منها: أرشيف وزارتي الأشغال العمومية، والأوقاف، والدوريات القديمة، حيث يوضح الحديدي طبيعة.
الكتاب من "مراجعة محفوظات وزارة الأشغال العمومية بدار الوثائق القومية، وكذلك مراجعة مجلدات الدوريات بدار الكتاب"، منوها إلى أن "دراسة التاريخ والوعي به تتطلب الروية والتأني".
ويلفت الكاتب إلى أن "يتناول هذا الكتاب تاريخ التطور العمراني لشوارع منطقة أواسط المدينة. وسوف يجد القارئ المتابع لهذا الموضوع أن هذا الكتاب يحتوي على دراسة تاريخية لمجموعة كبيرة من الشوارع تتم لأول مرة، مدعمة بالصور التاريخية النادرة، كما سيجد الكثير من المواقع التاريخية الهامة التي تم تحديدها لأول مرة".
تسمية شوارع القاهرة
ويرتب الحديدي موضوعات كتابه أبجديا، للتيسير على قارئه وعلى الباحث عن معلومة بعينها أو تاريخ شارع بذاته، أو مبنى قديم أو أثر مندرس، ممهدًا لموضوعات الكتاب بدراسة عميقة وممتعة عن "تسمية شوارع القاهرة"، والتغييرات التي أجريت عليها، وما لحق تسميات المؤسسات والمنشآت العامة الكائنة بتلك الشوارع من تغييرات هي الأخرى، كاشفا عن الشكل المساحي للشوارع والعقارات محل الدراسة وارتفاعاتها، مع التطرق لأثر الزيادة السكانية على منطقة وسط البلد بالقاهرة وما ما ترتب على ذلك من تغيير كبير طال الكثير من مبانيها وطمس معه الكثير أيضا من الحقائق التاريخية مما شكل صعوبة وندرة في الوصول إلى المعلومات التاريخية المسجلة عن الشوارع.
ويفرد صفحات كتابه بعد ذلك للحديث عن شوارع القاهرة المحروسة، بدءا بشارع أحمد باشا، وشارع أحمد ماهر (تحت الربع)، وشارع الأزهر، والألفي، والبستان (عبد السلام عارف)، معرجا على شوارع محور شمال الجمالية الذي يضم (البغالة/ البنهاوي/ باب الفتوح/ القصاصين).