كيف خدع السادات "إسرائيل" بأشرف مروان؟ شهادة من تل أبيب
تستمر إسرائيل في محاولاتها الترويج لأكاذيب تخفي هزيمتها في حرب أكتوبر عام 1973، ومع قرب احتفالات النصر المصري المجيدة كل عام، تلهث تل أبيب خلف رواياتها الوهمية، ولعلم أبرزها تلك التي تزعم أن أشرف مروان كان عميلًا مزدوجًا، أو أنه كان يتعاون معها.
وتحاول إسرائيل، رغم مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر، أن تغطي على فشلها، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، خلال الحرب، والتي تلقنت فيها درسًا قاسيًا بهزيمتها وإنهاء احتلالها لأراضي مصرية.
ذكاء السادات في تأسيس المخابرات المصرية
الدلائل التي تعري أكاذيب إسرائيل حول أشرف مروان كثيرة، منها ما كشف عنه "شمعون منديس" وهو عميد متقاعد من سلاح الاستخبارات الإسرائيلي ومؤلف كتاب "جهاد السادات"، عن ذكاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات في تدشين جهاز اسخبارات مصري متميز في السنوات التي سبقت اندلاع حرب أكتوبر عام 1973، وكيف استغل أشرف مروان لتضليل إسرائيل.
واستشهد منديس، في إحدى المناقشات التي تحدث فيها في صيف عام 2016، إن السادات أسس جهاز استخبارات متميز من العدم - بحسب وصفه - بهدف أن يخدم الجيش المصري كجهاز معلومات".
واستشهد ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق بأن السادات كلف اللواء حينذاك فؤاد نصار، والذي كان لواء بسلاح المشاة، بتولي رئاسة الاستخبارات العسكري، في إشارة إلى اللواء نصار الذي ترأس جهاز المخابرات الحربية في الفترة بين عامي 1972 و1975.
وأوضح منديس: "اللواء نصار، بعد 3 شهور من دراسته لتكيلف السادات، أبلغ الرئيس المصري الراحل بأن هناك نقطة ضعف واحد لدى إسرائيل ويجب العمل عليها، وهي الـ 48 ساعة الأولى منذ أن يعلموا اليهود بالحرب وحتى إتمام التعبئة العامة لديهم.. في تلك الحظة يمكننا أن نوجه لهم ضربة".
أشرف مروان.. خدعة السادات لإسرائيل
وأضاف أن السادات عمل على مسارين في تأسيس جهاز الاستخبارات وقسمها إلى مستويين هما: استراتيجي وتكتيكي، وكان اللواء نصار يعمل على المستوى التكتكي، والأخير عمل عليه فؤاد نصار، وجند البدو في سيناء، ومنحهم رتب الضباط كما تم تدريبهم، وأعطى لهم أجهزة، وأبلغهم أن ما عليهم فعله هو أنه عند رؤيتكم لدبابة أو أي شيء أبلغوا به.. في سيناء كان هناك الكثير من هؤلاء، وقد أطلق عليهم لقب (رادارات بشرية)".
وتابع منديس: "أما على المستوى الثاني – الاستراتيجي – هنا قالوا إن اشرف مروان لم يتعامل معه أحد.. ذلك لأن مروان لم يعمل تحت قيادة أحد"، مؤكدًا أن أشرف مروان كان رجل السادات فقط.
وقال ضابط سلاح الاستخبارات الإسرائيلي السابق إن أشرف مروان كان يعمل تحت قيادة السادات فقك، ولم يتعامل معه أحد أخر في مصر من قريب أو من بعيد.
واستكمل حديثه: "أشرف مروان كانت مهمته هي تخديرنا.. نحن نعتقد أنه كان يمدنا بمعلومات، والإسرائيليون اعتقدوا أنه مروان لا يعلم أننا نقارن المعلومات التي نحصل عليها، من أكثر من مصدر.. هل كان السادات يبني جهاز استخبارات لتكون مجرد زينة!".
وشدد على أن السادات كان يعلم أن إسرائيل تقارن المعلومات التي تحصل عليها من مصادر عدة، وهو اهتم بمواقف معينة يتم خلالها ضخ المعلومات إلى إسرائيل، ومن ثم ينقلها شخص أخر إلينا، في إشارة إلى أشرف مروان.