أزمة سكن تاريخية تضرب أوروبا.. مليون مشرّد فى الشوارع
تواجه أوروبا على ما يبدو أسوأ أزمة سكن في تاريخها، حيث كشف تقرير جديد أن ما يقرب من مليون شخص بلا مأوى في جميع أنحاء القارة العجوز، أي أن ما يقرب من مليون مشرد يبيتون في الشارع يوميًا، حسبما كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
فشل أوروبي في جعل السكن حقًا أساسيًا
وقال اتحاد المنظمات الوطنية العاملة مع المشردين، فينتسا، إن هذا الرقم، الذي يعكس فقط الأشكال الأكثر وضوحًا للتشرد، يسلط الضوء على فشل الدول الأوروبية في جعل السكن حقًا أساسيًا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن التقديرات تشير إلى أن ما لا يقل عن 895 ألف شخص يصبحون بلا مأوى كل ليلة، وهو عدد مماثل لعدد سكان مدينة مثل مرسيليا أو تورينو.
وتابعت أن البيانات التي تم جمعها من دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة من سجلات التعداد تمثل أرقام السلطات المحلية، وهي "تقدير الحد الأدنى"، حيث لم تكن الأرقام متاحة لجميع الفئات الست التي استخدمها مؤلفو التقرير لتعريف التشرد.
وتشمل هذه الفئات أولئك الذين ينامون في العراء، والأشخاص في أماكن الإقامة الطارئة، و"المشردين الذين يعيشون مؤقتًا في مساكن تقليدية مع العائلة والأصدقاء"، والفئة الأخيرة سيكون لها صدى لدى كثيرين في دول مثل أيرلندا، حيث وصل الإسكان إلى مستويات الأزمة، مما أدى إلى طرد الأسر العاملة واضطرارها إلى العيش مع العائلة أو الأصدقاء.
وقال فريك سبينوجين، مدير Feantsa: "تواصل معظم الحكومات في أوروبا خذلان المشردين، وإحباط عامة المواطنين، وإهدار الموارد على إدارة المشكلة بشكل غير فعال".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فقد تعهدت جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي العام الماضي بالعمل على مكافحة التشرد بحلول عام 2030، ومع ذلك، قال التقرير إن المشكلة تتفاقم، ولم تحقق سوى فنلندا والدنمارك تقدمًا ملحوظًا.
وأضافت أنه في الدنمارك، انخفض معدل التشرد بنسبة 10% بين عامي 2019 و2022، وهو ما قال مؤلفو التقرير إنه يظهر أنها "واحدة من الدول التي تحقق تقدمًا واضحًا"، ويمكن أن تكون نموذجًا للآخرين.
ويقوم المركز الدنماركي للعلوم الاجتماعية بإجراء مسح وطني حول التشرد كل عامين، حيث يجمع بيانات عن كل شخص على اتصال بالسلطات المحلية.
وقال معدو التقرير، الذي يحمل عنوان النظرة العامة الثامنة: "إن التحول النموذجي بعيدًا عن إدارة التشرد في نظام المأوى إلى حل التشرد من خلال توفير السكن يعد تقدمًا مهمًا حتى لو لم يؤد ذلك إلى القضاء على المشردين على المدى القصير".
وقالوا إن الانخفاض في الدنمارك "من المرجح جدًا" أن يكون نتيجة للسياسة الوطنية لمكافحة التشرد كجزء من استراتيجية "الإسكان أولًا"، التي تعمل على تحسين القدرة الاستيعابية في مراكز الإقامة، وتدير سياسات وقائية تستهدف الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 24 عامًا في المدن الكبرى.
وفي ألمانيا، تشير بيانات التعداد الرسمية إلى أن عدد المشردين يبلغ 262.645، وسجلت إسبانيا ما يزيد قليلًا على 28.500 مشرد في العام نفسه، في حين أن أيرلندا، حيث يهدد نقص المساكن عبر الانقسام الاجتماعي احتمالات إعادة انتخاب الحكومة، فإن العدد الرسمي للمشردين تم تقدير عدد الأشخاص في أماكن الإقامة الطارئة بـ11632 شخصًا في نهاية عام 2022.
وقال التقرير إن عدد الباحثين عن خدمات الإقامة في أيرلندا ارتفع بنسبة 40% خلال عامين.