وفقا لحصتها في الأوبك.. هل سيؤثر انقلاب الجابون على سعر النفط في العالم؟
حدث جديد من شأنه إثارة القلق في القارة الإفريقية بل لا يستبعد تأثيره خارجها، ذلك الانقلاب الذي فوجئ به شعب دولة "الجابون" عقب الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أعلنت عن فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة من العسكريين الذين شككوا في نتائجها.
وقد أعلن الانقلابيون في الغابون تعيين القائد النافذ للحرس الجمهوري الجنرال بريس أوليغي نغيما "رئيسا للمرحلة الانتقالية"، وذلك وفق بيان أذيع على قناة جابون 24 الرسمية.
وقد خلف نغيما الرئيس علي بونغو بعد أن لم يكد يُعلَن الأخير فوزه بولاية رئاسية ثالثة، وذلك في انتخابات مثيرة للجدل بعد أن وجد الرئيس الفائز نفسه في لحظات خارج السلطة.
وخلافًا للعديد من العواقب التي من المنتظر أن تترتب على هذا الانقلاب، فهناك واحدًا من أخطر العواقب التي يخشى حدوثها نتيجة الانقلاب وهي ارتفاع أسعار النفط، وذلك لما هو معروف عن "الجابون" بضخامة إنتاجيتها منه.
إذ أن الجابون تتمتع بثروة نفطية هائلة، فهي تمتلك ملياري برميل من احتياطيات النفط المؤكدة "بيانات 2016" ، وذلك وفقًا لموقع worldometers، كما أنها تحتل المرتبة 35 على مستوى العالم باحتياطيات الخام، وتمثل حوالي 0.1% من إجمالي احتياطيات النفط العالمية البالغة.
أما الاحتياطيات المؤكدة للجابون تعادل 260.9 ضعف استهلاكها السنوي، وهذا يعني أنه بدون الأخذ في الحسبان الصادرات، فإن احتياطي النفط يكفيها 261 عامًا، كما يبلغ إنتاج الغابون من النفط قرابة نحو 193 ألف برميل في اليوم، وكانت قد بدأت صناعة النفط في الغابون تحظى بالاهتمام في عام 1931 عندما تم اكتشاف العديد من رواسب النفط في المناطق المجاورة في العاصمة ليبرفيل.
حصتها قليلة في الأوبك
وعن تأثر أسعار النفط في العالم عقب الانقلاب الذي وقع في تلك الدولة التي تتمتع بإنتاج وفير في هذا الذهب الأسود أوضح الدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة- في حديثه لـ الدستور، أنه لا يتوقع تسبب ذلك الانقلاب في تأثير كبير على أسعار النفط عالميًا، موضحًا أن حصة الجابون من مجموع إنتاج "أوبك+" ضئيلة فهي أقل من دول الخليج والعديد من الدول الأوروبية مثل دول روسيا على سبيل المثال، والتي كان للحرب بها تأثيرًا ضخمًا على أسعار البترول والغاز وخلافه من مصادر الطاقة.
وأوضح السعيد أن التأثير الأكبر سيكون في حال توقف إنتاج النفط أو صادراته، سيكون على اقتصاد البلاد والحياة الاجتماعية باعتباره يشكل مصدر دخل رئيسي للدولة الإفريقية.
في الوقت نفسه لفت عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى أن الانقلاب في الجابون سيكون له وقعًا اقتصاديًا سلبيًا على الدولة ذاتها وكذا على دول الجوار، ولكن من ناحية أخرى وهي ما سيشكله من تهديد لخروج العناصر الإرهابية وانتشارها في الدولة والدول المجاورة مما سيتسبب في أضرار على كافة الأصعدة، وانعكاس ذلك بالتالي على الاقتصاد.
يُذكر أن حصة الجابون في النفط من مجموع إنتاج "أوبك+" لا يتجاوز سقفها 181 ألف برميل يومياً، وعقب هذه الأزمة أظهرت بيانات الحكومة الأميركية، انخفاض إمدادات الخام أكثر من المتوقع نتيجة الانقلاب بالغابون، وهو ما أثار مخاوف من تعطل في الإمدادات.
ارتفاع أسعار النفط عقب الانقلاب
كذلك ارتفعت أسعار النفط العالمية في التعاملات المبكرة عقب الإعلان حتى وصلت إلى وقت كتابة هذه السطور إلى أن تجاوز خام البرنت في بورصة التبادل بين القارات، 87 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ 11 أغسطس، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم أكتوبر بنسبة 2.45%، وارتفع كذلك سعر العقود الآجلة لخام برنت، مع تسليم نوفمبر فوق 87 دولارًا للبرميل في بورصة لندن للمرة الأولى منذ 11 أغسطس 2023، وفقًا لبيانات التداول.