هل تقبل تركيا الانسحاب من الأراضى السورية نظير عودة العلاقات مع دمشق؟
تتسارع التطورات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتسعى الدول الفاعلة في المنطقة إلى تصفير مشكلاتها مع دول الجوار.. وليست تركيا وسوريا ببعيد من عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين حسبما يرى مراقبون ومتخصصون في شئون المنطقة، لكن بعد تسوية بعض الأمور العالقة، ومن بينها انسحاب القوات التركية من الشمال السوري، وهو مطلب عبر عنه الرئيس بشار الأسد، واعتبره الشرط الوحيد لعودة العلاقات مع الجارة الشمالية.
ويرى المحلل السياسي التركي جواد كوك، أن تركيا لن تقبل الانسحاب من الأراضي السورية مقابل عودة العلاقات، ووجهة النظر التركية حول الانسحاب تتعلق بالأمن القومي، وتعرضه للخطر من قوات سوريا الديمقراطية، وما يجري شرقي نهر الفرات.
وأضاف كوك لـ"الدستور"، أنه لا توجد إشارة حتى الآن على استعداد تركيا الانسحاب من هذه الأراضي إلا أن يكون هناك خارطة طريق، وهذا في المدى البعيد وليس القريب أو المتوسط، وانسحاب القوات سيكون في مرحلة لاحقة على عودة العلاقات، ومناقشة هذه الملفات، لكن قبل عودة العلاقات من المستبعد أن تقدم تركيا على هذه الخطوة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قال خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والوفد المرافق له، إن ما يشهده العالم اليوم يثبت أن القضايا التي دافعنا عنها ودفعنا ثمنها كانت هي القضايا الصحيحة.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قال الرئيس الأسد إن الانسحاب التركي من الأراضي السورية أمر حتمي، ولا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة.
مردود طيب
وأشار المحلل السياسي التركي إلى أن عودة العلاقات بين البلدين سيكون لها مردود سياسي طيب، خصوصا أن سوريا بلد جار مهم جدا بالنسبة لتركيا، فضلا عن الفوائد الاقتصادية التي ستعود على الجانبين حال التعاون مستقبلا.
وأوضح أن قطع العلاقات كلف تركيا الكثير على الصعيد الاقتصادي، فهي تنفق على قواتها المتواجدة في الشمال السوري، وكذلك تتحمل أعباء اللاجئين السوريين على أراضيها، وأنفقت الكثير من الأموال على المعارضة السورية، وكلها أمور أرهقت الجانب التركي على مدار السنوات العشر الماضية.
دعوة طهران
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أكد أن إقامة علاقات ودية بين سوريا وتركيا أمر يصب في صالح البلدين والمنطقة.
وقال عبداللهيان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري، فيصل المقداد، في دمشق، أمس الأربعاء: نعتقد أن وجود علاقات ودية بين دمشق وأنقرة قائمة على حسن الجوار يصب في مصلحة المنطقة، ويجب الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها، خاصة فيما يتعلق بسوريا وتركيا.
ويرى “كوك” أن دعوة إيران لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق مجرد توصية، وليس هناك أي تنسيق مع الجانب التركي في هذا الأمر، والمعروف أن روسيا وإيران تريدان عودة العلاقات بين سوريا وتركيا، والوساطة تنفعهم، أولا لأنهما منخرطتان في الشأن السوري، وتنفقان على العمليات العسكرية، وفي حالة السلام سوف تربح هذه الدول من خلال الاستثمارات.
واختتم تصريحاته بالقول: لا أظن أن هناك تنسيقا بين إيران وتركيا فيما يتعلق بعودة العلاقات مع الجارة سوريا، ولو كان هناك تنسيق، فالمتوقع أن يأتي من الجانب الروسي وليس الإيراني.