20 عامًا على افتتاحه.. "الإسكندرية القومى" من قصر باسيلى لدرة متاحف عروس المتوسط
20 عامًا مرت على افتتاح متحف الإسكندرية القومي، الذي يعد إحدى العلامات المميزة بين معالم عروس البحر، بموقعه المتميز في أشهر وأقدم شوارع المدينة ومحتوياته المنتقاة التي تضم العديد من القطع الأثرية بمختلف العصور، ما جعله على رأس المزارات السياحية بالإسكندرية ودرة متاحفها.
ومع احتفال متحف الإسكندرية القومي اليوم بمرور 20عامًا على افتتاحه، ترصد "الدستور" خلال التقرير التالي، تاريخ مبنى المتحف العريق، مرورًا بتحويله إلى مُتحف وما يحتويه من قطع أثرية.
قصر أسعد باشا باسيلي
يقول الدكتور إسلام عاصم، أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر، بمعهد السياحة وترميم الآثار بأبي قير، ونقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، إن متحف الإسكندرية القومي يقع في قصر "أسعد باسيلي" شارع فؤاد أشهر شوارع المدينة، مشيرًا إلى أنه كان يمتلكه "أسعد باسيلي باشا" وهو واحد من كبار تجار الأخشاب، وشخصية شهيرة بالإسكندرية في النصف الأول من القرن العشرين.
وأضاف لـ"الدستور"، أن أسعد باسيلي كان يقيم في منزله في ميدان وابور المياه، ثم بني هذا القصر وانتقل إليه هو وعائلته، وقام ببنائه المعماري "فيكتور ارلانجيه"، وتشير معظم المراجع إلى أنه بني في عام 1927م، متابعًا أن أسعد باسيلي ظل مقيم في هذا القصر حتى عام 1954م، ثم انتقلت ملكية القصر من أسعد باسيلي إلى السفارة الأمريكية، ثم أصبح مقرًا للقنصلية الأمريكية، وظل موقعها في هذا القصر، حتى أغلقت القنصلية أبوابها ثم قامت الحكومة المصرية بشراء القصر عن طريق المجلس الأعلى للآثار عام 1996م، وتم تحويلة إلى متحف وافتتاحه عام 2003.
تحويل القصر إلى متحف الإسكندرية
وأوضح عاصم أن سبب تحويل القصر إلى متحف، في ذلك الوقت كان لاتخاذ قرار بإغلاق المتحف اليوناني الروماني من أجل الترميم والتحسين، لذا عقب إغلاق اليوناني الروماني، تم افتتاح المتحف القومي ليضم العديد من الآثار من العصور المختلفة.
وأشار إلى أن المبنى مكون من طابقين الدور الأول مدخل القصر، والثاني، وهناك بدروم، ومخبأ أيضًا، وحديقة كبيرة ومسرح، حيث خصص الجزء الأسفل من مبنى المتحف للآثار الفرعونية، وجزء المدخل (الدور الأول) للقسم اليوناني الروماني، والدور الثاني، إلى الفترة المسيحية والعصر الإسلامي والعصر الحديث، وضم المتحف مجموعة من الآثار جزء منها من القطع الأثرية بالمتحف اليوناني الروماني قبل إغلاقه، وجزء من المخازن، ووضعت مجموعة كبيرة للعرض في المتحف.
المتحف روح الإسكندرية
وأكد استاذ التاريخ الحديث أن المتحف هو روح الإسكندرية، حيث استطاع أن يحل محل المتحف اليوناني الروماني عقب إغلاقه في الفترة التي غاب فيها، ونال إعجاب الزائرين والسائحين، وكانت الأنشطة الثقافية في الفترة الأخيرة تنظم من خلاله، وأقيم به العديد من الفعاليات، من أهمها خبيئة "مقتنيات كارل فون جربر"، لافتًا إلى أن المتحف أيضًا يضم معمل ترميم.
إبراز الشخصيات والأحداث التاريخية بالإسكندرية
ولفت "عاصم" إلى أن دور المتحف القومي بالإسكندرية، عقب إعادة افتتاح المتحف اليوناني الروماني، يجب أن يتميز بإعادة النظر في المعروضات، لذلك العصر الحديث جزء هام جدًا، مشيرًا إلى أن اسم المتحف القومي يأتي من القومية المصرية، لذا يحب أن نتحدث عن التاريخ الحديث، فالإسكندرية صنعت أشياءً كثيرة في التاريخ الحديث منذ قصف الإسكندرية عام 1882، والاحتلال الانجليزي، والحرب العالمية الأولى والثانية، مرورا بثورة 19 ومشاركة الإسكندرية بها، وجميع الأحداث التاريخية حتى 30 يونيو، فقد كانت مشاركة الإسكندرية واضحة ومؤثرة.
وتابع أن الإسكندرية بها أعلام بارزة على مر العصور بداية من العصر اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي وحتى العصر الحديث، وشخصيات من جنسيات مختلفة مؤثرة بمدينة الإسكندرية، والرحالة السكندريين، يجب أن يتم التعريف بهم، فضلًا عن المباني والعمارة في الإسكندرية، وخرائط المدينة على مر العصور، بجانب أحياء الإسكندرية وشوارعها وسبب تسميتها وتصحيح العديد من الأخطاء الشائعة والمتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالمتحف دوره يجب أن يكون تثقيفيا تعليميا ومرجعية لمن يريد أن يعرف عن عروس المتوسط الإسكندرية.
فتح المتحف مجانًا بمناسبة مرور 20 عامًا على افتتاحه
فتح المتحف أبوابه للزائرين من المصريين والعرب مجانًا اليوم للاستمتاع بالعديد من الأنشطة التي ينظمها المتحف. بمناسبة مرور 20 عاما على افتتاحه، حيث ينظم المتحف مجموعة من الفعاليات الفنية والثقافية والتعليمية المتنوعة لجميع الزائرين، تتضمّن معرض وورش فنية، وسلسلة من المحاضرات والندوات التي تسلط الضوء على جمال مدينة الإسكندرية ومعالمها السياحية المتميزة.
الجدير بالذكر أن المتحف يضم 1395 قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر عبر العصور، بداية من مصر القديمة ثم العصر الهللينستي، اليوناني الروماني، ومصر القبطية والإسلامية والحديثة.