الرئيس.. ووفد الكونجرس
حوار مفتوح أجراه عبدالفتاح السيسى، أمس الأربعاء، فى العلمين الجديدة، مع وفد من ممثلى الحزبين الديمقراطى والجمهورى، بالكونجرس الأمريكى، يضم ليندسى جراهام، عضو مجلس الشيوخ، وروبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس، وعددًا من مسئولى وأعضاء اللجان بمجلسى الشيوخ والنواب. وخلال الحوار جرى تأكيد قوة وعمق الشراكة الاستراتيجية، الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، والأهمية التى يوليها البلدان لتعزيز علاقاتهما على جميع المستويات، الرسمية والبرلمانية والشعبية.
يشغل ليندسى جراهام، Lindsey Graham، مقعده فى مجلس الشيوخ الأمريكى، عن ولاية كارولينا الجنوبية، منذ سنة ٢٠٠٣، بعد تمثيله دائرة الولاية الثالثة فى مجلس النواب، لأربع فترات متتالية، بدأت فى ١٩٩٥، ويوصف بأنه «جمهورى معتدل»، ويصف هو نفسه بأنه «جمهورى على طراز ريجان»، الرئيس الأسبق، الذى تولى الحكم بين ١٩٨١ و١٩٨٩. أما روبرت مينينديز، Robert Menendez، المنتمى للحزب الديمقراطى، فيمثل ولاية نيو جيرسى، منذ سنة ٢٠٠٦، وقبلها كان عضوًا فى مجلس النواب لعدة فترات، بدأت سنة ١٩٩٣، والاثنان، جراهام مينينديز، يحملان درجة الدكتوراه فى القانون.
فى مايو الماضى، زار مصر وفد من قيادات الكونجرس، ترأّسه كيفن مكارثى، Kevin McCarthy، رئيس مجلس النواب، واستقبله الرئيس السيسى، الذى استقبل، أيضًا، فى الشهر نفسه، وفدًا من أعضاء اللجنة الدائمة لشئون المخابرات بالمجلس، المعروفة اختصارًا باسم «HPSCI»، والتى تشرف على أنشطة وكالات المخابرات، الخارجية والداخلية، أو ما صار يُعرف، منذ ديسمبر ١٩٨٢، باسم «مجتمع مخابرات الولايات المتحدة»، والذى يضم ١٧ وكالة مخابراتية، وستضاف إليها وكالة جديدة، معنية بشئون الفضاء.
المهم، هو أن حوار أمس تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادى وتعزيز استثمارات الشركات الأمريكية فى مصر، حيث تمت الإشادة بجهود التنمية الشاملة الجارية فى مصر، سواء على صعيد تحديث البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة، أو فى قطاعات البترول والغاز والطاقة المتجددة والخضراء، واستصلاح الأراضى الزراعية. كما تناول الحوار جهود مصر فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وتعزيز حقوق الإنسان، وإرساء مفاهيم وقيم التسامح الدينى وثقافة التعايش ومبادئ المواطنة.
على صعيد القضايا الإقليمية والدولية، تباحث الرئيس ووفد الكونجرس حول العديد من الملفات، وعلى رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها الجيوسياسية والاقتصادية، وسبل تعزيز السلم والأمن الدوليين، إلى جانب المستجدات على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، خاصة فى السودان وليبيا وسوريا، وتم التوافق حول أهمية الإسراع فى التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات، تحافظ على وحدة الدول وتصون سلامة أراضيها ومقدرات شعوبها، مع التأكيد على أهمية الدور المصرى الإيجابى والحيوى.
تناول الحوار، أيضًا، تطورات المفاوضات الجارية، حاليًا، بين مصر السودان وإثيوبيا، بشأن أزمة السد، الذى تبنيه الأخيرة على الرافد الرئيسى لنهر النيل. وفى هذا السياق، شدّد الرئيس على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل ذلك السد يراعى مصالح وشواغل الدول الثلاث. ولدى تناول تطورات القضية الفلسطينية، أشاد الوفد الأمريكى بدور مصر المحورى، التاريخى والراهن، فى إرساء أسس السلام فى الشرق الأوسط، قبل أن يؤكد الرئيس موقف مصر الثابت بضرورة دفع الجهود الدولية للتوصل إلى حل عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية، بما يفتح الآفاق الرحبة للسلام الدائم والأمن والتعايش السلمى، ويحقق الازدهار لجميع شعوب المنطقة.
.. وتبقى الإشارة إلى أن زيارات وفود الكونجرس تعكس خصوصية العلاقات بين البلدين، وما يجمع بينهما من روابط وعلاقات تعاون وثيقة ومتشعبة. وهو ما عكسته، أيضًا، إشارة الرئيس السيسى، خلال حوار أمس، والحوارات السابقة، إلى الأهمية التى توليها مصر للتواصل مع قيادات الكونجرس الأمريكى فى إطار التنسيق والتشاور بين البلدين، على مختلف المستويات، خاصة فى ظل الواقع الإقليمى والدولى المضطرب، وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وأزمات متلاحقة، فى الغذاء والطاقة والتمويل، طال تأثيرها غالبية دول العالم.