باحثة لـ "الدستور": زيارة البرهان لمصر تحمل دلالات مهمة
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، فور وصوله لمطار العلمين، في مستهل جولته الخارجية الأولى، منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بالبلاد منتصف أبريل الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي هذا السياق، قالت رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن الاستقبال المصري لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، خطوة جديدة نحو مزيد من الانخراط الايجابي المصري في الأزمة السودانية، والتي شهدت اشتباك إيجابي منذ بداية اندلاعها في ١٥ أبريل سواء من الناحية الإنسانية واستقبال رعايا الدول الأجانب والمواطنين السودانيين الفارين من الصراع مع قوات الدعم السريع.
وأوضحت رحمة حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن مصر شهدت أكبر نسبة من النازحين، فيما لم توفي الدول الكبرى والأمم المتحدة لتعهداتها في الاستجابات الإنسانية.
دور سياسي مهم
وأشارت الباحثة في المركزي المصري إلى أن مصر لعبت دورا سياسيا مهما في الأزمة السودانية، مثل استضافة اجتماعات القاهرة في محاولة لتجميع الفرقاء السودانيين قبل اندلاع أزمة أبريل، أو بعد اندلاعها من خلال التعاطي الإيجابي والتأكيد على سيادة الدولة السودانية ورفض التدخلات الأجنبية سواء على مستوى الاتصالات الهاتفية التي قام بها الرئيس السيسي مع قادة الدول والأمين العام للأمم المتحدة، أو على مستوى وزارة الخارجية والمشاركة في الاجتماعات المشتركة مع جامعة الدول العربية لمناقشة سبل الحل.
وقالت رحمة حسن، إن جهود مصر مستمرة بشأن دعم السودان وآخرها استضافة قمة دول الجوار السبع لمناقشة سبل حل الأزمة، وما نتج عنها من قرارات حول رفض التدخلات الأجنبية بعد دعوة منظمة الإيجاد لفكرة سيطرة قوات شرق إفريقيا على المنافذ الحيوية ورقابة الوضع العسكري مع انخراط فقط لقوات الشرطة وهو ما رفضته الاطراف الفاعلة، بجانب تشكيل لجنة وزارية اجتمعت في تشاد برئاسة وزير الخارجية سامح شكري.
وتابعت “ كما استضافت القاهرة اجتماعا للقوى المدنية السودانية، مما يوضح الدور المصري الفعال في حلحلة الأزمة السودانية، كما ان اجتماع دول الجوار لم يتجاهل المفاوضات القائمة بالفعل، مثل مفاوضات جدة والإيجاد”.
سيناريوهات الفترة المقبلة عقب زيارة البرهان
وأكدت رحمة حسن، أن الزيارة الأولى الخارجية للبرهان منذ اندلاع الأزمة ستكون محطتها الأولى مدينة العلمين الجديدة، للتأكيد على هذا الأمر، وهو ما ظهر في استمرار جولة البرهان للسعودية والإمارات من أجل تكامل الاتفاقيات، والوصول بحلول موحدة لإنهاء الأزمة.
وأشارت حسن إلي أنه من المتوقع أن تشهد زيارة البرهان لمصر اتفاقا مع إعادة انخراط السودان في مفاوضات سد النهضة، والعمل على ايجاد حل بعدما أعلن آبي أحمد في اجتماع القاهرة انفتاحه على الوصول لاتفاق فيما جاءت اجتماعات القاهرة يومي ٢٧ و ٢٨ من أغسطس الجاري دون تقدم ملحوظ.
واختتمت تصريحاتها قائلة “بالتالي فمتوقع أن يشهد لقاء العلمين حديثاً حول الأوضاع السودانية وحلحلتها ومناقشة قضية السد الإثيوبي وكذلك الوضع الإنساني، والتزام الدول بالمساعدات الإنسانية للمنطقة الملتهبة في ظل النزاع في تشاد المجاورة، وكذلك عدم استقرار دول الساحل الأفريقي”.