وزيرة البيئة تبحث فرص الاستثمار في تدوير مخلفات البناء والهدم
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، اجتماعًا مع ممثلي إحدى شركات التطوير العقاري وبعض الباحثين بأحد المراكز البحثية الألمانية في البناء، لبحث فرص تنفيذ أول مركز لتدوير مخلفات البناء والهدم وتحويلها لمنتجات تتم الاستفادة بها في مجال البناء بالتعاون مع القطاع الخاص فى مصر كتجربة رائدة يمكن تكرارها والبناء عليها، بحضور الدكتور طارق العربي رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة، ومحمد معتمد مساعد الوزيرة للاستثمار، والدكتور خالد الفرا مستشار الوزيرة للمخلفات، وعدد من قيادات الوزارة.
وأكدت وزيرة البيئة أن مصر تفتح المجال للاستثمار في المخلفات بأنواعها، وذلك في إطار العمل على تحويل التحدي والمشكلة إلى فرصة، ويأتي هذا تماشيًا مع توجه الدولة خلال الفترة الأخيرة نحو تغيير لغة الحوار حول البيئة تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، بحيث نقضي على فكرة أن البيئة معرقل للاستثمار، بل أن التحديات البيئية يمكن أن تكون فرصًا استثمارية واعدة، مسترشدة بتجربة تحويل حرق قش الأرز من تحدٍ إلى فرصة بتشجيع المزارعين على عدم حرقه من خلال الاستفادة منه في إنتاج الأعلاف والأسمدة، حيث ساهمت وزارة البيئة في دعمهم للحصول على المعدات اللازمة لذلك، لتتحول المشكلة السنوية لحرق قش الأرز كمخلف وتكون السحابة السوداء إلى فرصة عمل لكثير من المزارعين والقضاء على مشكلة بيئية تؤرق المصريين.
إصدار أول قانون لإدارة المخلفات فى مصر
وأشارت وزيرة البيئة إلى دور إصدار أول قانون لإدارة المخلفات في مصر في تنظيم عملية إدارة المخلفات وتحديد الأدوار والمسئوليات، ودور جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة في التخطيط والتنظيم والرقابة لمنظومة إدارة المخلفات، وإشراك القطاع الخاص، والخروج بالعديد من الاستراتيجيات للتعامل مع المخلفات بأنواعها، ومنها استراتيجية إدارة مخلفات البناء والهدم، والتي تعتمد بشكل كبير على تغيير الفكر حول هذا المخلف وكيفية الاستفادة منه.
وأوضحت وزيرة البيئة أن المشروع المزمع تنفيذه لتدوير مخلفات البناء والهدم للخروج بمنتجات تدعم عملية البناء، سيكون نموذجًا يقدم التكنولوجيا والآليات اللازمة للتوسع في هذا النوع من المشروعات، لينضم للبنية التحتية التي بدأت مصر منذ سنوات في تنفيذها لتنفيذ منظومة إدارة المخلفات، متطلعة لنجاح تلك التجربة من خلال سعي وزارة البيئة لتعزيز الاستثمار البيئي والمناخي في مصر، وليكون أحد المشروعات التي تخرج للنور من خلال أول مؤتمر للاستثمار البيئي والمناخي في مصر، والمقرر إقامته خلال الشهر المقبل، ويضم حزمًا من الفرص الاستثمارية الواعدة فى عدة مجالات منها إدارة المخلفات وإدارة المناطق المحمية.
التعاون الحكومي بين مصر وألمانيا
ولفتت الوزيرة إلى تميز هذه التجربة في أنها تربط بين التعاون الحكومي بين مصر وألمانيا من جهة، والمؤسسات البحثية والقطاع الخاص من جهة أخرى، موضحة أن تلك الشراكة لا بد أن تحقق هدفًا مهمًا، وهو رفع الوعي في مجال تحقيق الاستدامة في قطاع البناء، وتقديم الحلول المناسبة للاستفادة من مخلفات البناء والهدم، وذلك بتقديم منتج جديد من مخلفات البناء يجذب المستهلكين ويساعد في التوفير في استخدام الأسمنت، مما يقلل التكلفة والضغط على البيئة.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع مع مركز بحوث البناء والإسكان للنظر في الأبحاث الخاصة بتدوير مخلفات البناء والهدم، وآليات تنفيذ المشروع، وإمكانية التعاون مع مركز البحوث والتكنولوجيا الجديدة بجهاز تنظيم إدارة المخلفات والتنسيق مع الشركاء المختلفين، وعرض مسودة عقد مشروع مركز تدوير مخلفات البناء والهدم المتوقع توقيعه خلال مؤتمر الاستثمار البيئي والمناخي كنموذج رائد.
وفي سياق متصل، عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، اجتماعًا عبر خاصية الفيديو كونفرانس مع أحد المستثمرين المصريين لبحث فرص الاستثمار فى مجال مخلفات المجازر لإنتاج الجيلاتين الدوائي منها، وذلك بحضور الدكتور طارق العربي، رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات، والدكتور خالد الفرا، مستشار الوزيرة للمخلفات، والأستاذ محمد معتمد مساعد الوزيرة للاستثمار البيئى.
وقد أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، خلال اللقاء، حرص الوزارة على تقديم كل أوجه الدعم الفني، وتهيئة المناخ الداعم للاستثمار البيئي، وإتاحة الفرص لدخول ومشاركة القطاع الخاص فى عدد من المجالات الاستثمارية البيئية ومنها مجال المخلفات.
وقد استعرض الاجتماع جانبًا من التفاصيل الفنية للمشروع المقدمة من المستثمر، حيث دعت الوزيرة إلى تقديم عرض دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع، والجدوى الاقتصادية والتكلفة الاستثمارية والتشغيلية والتكنولوجيات المستخدمة فى المشروع، مشيرة إلى إمكانية مشاركة المشروع فى مؤتمر الاستثمار البيئي والمناخي المقرر عقده الشهر المقبل وعرضه كإحدى الفرص الاستثمارية الواعدة فى مجال البيئة.
جدير بالذكر أن الجلاتين يعتبر من المكونات الغذائية الهامة ويدخل فى العديد من الصناعات الدوائية، وتكون مصادره عادة من جلود وعظام الحيوانات، وتكمن أهمية الجلاتين فى تعدد مجالات استخدامه ومنها المجال الدوائي.