محمد الأسمر لـ"الدستور": عملية الجيش الليبى جنوب البلاد تهدف لمواجهة المرتزقة
قال المحلل السياسي الليبي محمد الأسمر، إن العملية التي تقوم بها القوات المسلحة الليبية بقيادة غرفة القوات البرية وغرفة الجنوب الليبي تأتي استمرارًا لما تقوم به القوات المسلحة في الجنوب لمواجهة المرتزقة وجماعات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية بجانب متابعة ومطاردة فلول داعش.
وبدأ الجيش الليبي منذ أيام في تنفيذ عملية عسكرية جنوبي البلاد وسط اضطراب الأوضاع في دول الجوار مثل تشاد والسودان والنيجر وانتقال عناصر مسلحة إلى ليبيا بجانب موجات هجرة جماعية نحو جنوبي ليبيا.
وأوضح الأسمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة جرت أكثر من تسع عمليات نوعية متفرقة قامت بها القوات المسلحة الليبية في الجنوب الليبي، ولكن الوضع الآن يتزامن مع اضطرابات الأوضاع في دول جوار جنوب ليبيا، خصوصاً في النيجر والسودان، وأيضاً ما يجري في تشاد أضر بليبيا، حيث أعلنت القوات التشادية مطاردة فلول المعارضة التشادية داخل الأراضي الليبية الأسبوع الماضي، وهذا استوجب تحركًا من القوات المسلحة الليبية وتنفيذ مهامها بتأمين الدولة وحمايتها وبالتالي هي مهام تتعلق بترسيخ السيادة الليبية.
أهداف عملية الجيش الليبى فى الجنوب
وأوضح محمد الأسمر أن أهداف العملية العسكرية الليبية تسعى أيضا لتحقيق الأمن والاستقرار بشكل عام وتحديد معالم السيادة الوطنية ثم المحافظة على البُعد الديموغرافي في الجنوب الليبي الذي أصبح يتمركز به العديد من ذوي الهجرة غير الشرعية.
وقال السياسي الليبي إن العملية العسكرية في "منطقة أم الأرانب " قامت بإخلاء ألفي وحدة سكنية تقطنها عائلات غير ليبية تمتهن الاتجار بالبشر في العمل بالهجرة الغير شرعية والسلاح والاتجار بالعملة، مشيرًا إلى أن مثل هذا الأمر يؤثر على العمق الديموغرافي للدولة والتأثير في التركيبة السكانية لليبيا.
وقال الأسمر إن العملية التي تقوم بها القوات المسلحة الليبية تعتبر أيضا نيابة عن المجتمع الدولي الذي أدعي في المساهمة في تأمين الحدود خاصة الجنوبية في إطار عدم الاستقرار السياسي بعد ٢٠١١ ومؤتمر دول الجوار الذي عقد في ٣٠ أغسطس ٢٠٢١ شدد على إعادة تفعيل الاتفاقية الأمنية التي أبرمت ٢٠١٨ بين ليبيا ودول جوارها الجنوبية (تشاد السودان النيجر) ولكن هذا لم يتم بشكل فعلي.
خطورة وجود العناصر الأجنبية جنوب ليبيا
وأشار المحلل السياسي الليبي إلى أن وجود كبير لقوات معارضة من دول أجنبية خصوصا في الجنوب الليبي جعل من عملية الجنوب واجبة، فهناك ٢٥ ألف مرتزق تشادي يتبعون فصائل المعارضة متواجدين في الجنوب الليبي، فيما بلغ إجمالي المرتزقة من تشاد والنيجر والسودان أكثر من ٤٦ ألف مقاتل ومهرب يتمركزون بالجنوب الليبي، وبالتالي كان لزاما القيام بهذه العملية.
وأوضح الأسمر أن ليبيا تضررت كثيرا من هذا الانفلات، خصوصاً أنه تم التواصل مع هذه الدول في شهر مارس الماضي بأن يتم سحب كافة هذه القوات، حتى من المتمردين والمعارضة بفتح حوار داخلي ترعاه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وأكد الأسمر أن الجيش الليبي نجح في تطهير في منطقة أم الأرانب ومنطقة مرزق العام الماضي والآن يستكمل مهمة وقد وصل إلي منطقة الحدود الليبية التشادية والقيام بعمليات في جبال كلنجا الآن عبر الإنزال الجوي وشن عملية جوية كانت ناجحة جداً وكل العمليات الآن تعمل على تعقب وطرد المرتزقة والعصابات الإجرامية.