في ذكرى ميلاد بورخيس.. عظماء غيروا التاريخ الفكري رغم الإعاقة البصرية
تحل اليوم الذكرى 124 لميلاد المفكر والكاتب العالمي خورخي لويس بورخيس، الذي ولد في ال 24 أغسطس 1899 وقدم على مدار ما يقرب من 87 عامًا العديد من الأعمال الإبداعية الخالدة، منها "المرايا والمتاهات"- ترجمة إبراهيم الخطيب، "تقرير برودي وقصص أخرى" ترجمة نهاد الحايك"، "كتاب الرمل" ترجمة سعيد الغانمي، "النمر الآخر"شعر- ترجمة محمد عيد إبراهيم.
في التقرير التالي، تستعرض “الدستور” أبرز الشخصيات التي اصيبت بالعمى في الحقل الإبداعي العالمي من أبو العلاء المعري إلى طه حسين وخورخي لويس بورخيس.
أبو العلاء المعري "رسالة الغفران"
هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله التنوخي المعري، لغوي وشاعر وفيلسوف، له العديد من المؤلفات “صاحب رسالة الغفران، سقط الزند، ولزوم ما لا يلزم ، اصيب بالعمي في الثالثة من عمره، نتيجة مرضه بالجدري”.
لم يقف العمى عقبه في تحقق أبو العلاء المعري فقد كان يحفظ كل مايمر بسمعه، وسمي نفسه رهن المحبسين، كان يرفض اكل اللحوم ، وقال الشعر وهو في عمر 11 عاما.
كتِب أبو العلاء المعري العديد من الدراسات الفكرية والثقافية التي تناولت سيرته ومسيرته في جوانب حياته وفلسفته، والتي وصلت الى حكم بعضهم عليه بالإلحاد والكفر، بينما رآه أخرون ضمن كبار المبدعين والفلاسفة، معتبرين فِكْره أيقونة من أيقونات الفكر التحرري والثوري.
خورخي لويس بورخيس .. كتاب الرمل
خورخى لويس بورخيس، كاتب وشاعر وناقد أرجنتينى، يعد الكاتب الأشهر عالميا مع رفاقة امثال ماركيز وهيمنجواي وعزرا باوند وغيرهم ممن فاتق شهرتهم نوبل، ورغم عدم تحصلها على الجائزة الأشهر عالميا إلا أن بورخيس يعد من أبرز كتاب القرن العشرين، فهو أحد أهم أدباء أمريكا اللاتينية والعالم.
ضعف بصر بورخيس في بداية حياته ونتيجة شغفه بالقراءة فقد بصره نهائيا، كانت لـ ألف ليلة وليلة أكبر الأثر في تكوين بورخيس المعرفي والثقافي، واتجاهه للكتابة الغرائبية نابعة من تاثيرات ألف ليلة وليلة والتي يرى أنها جاءت من أماكن شرقية متنوعة الهند أو بلاد فارس أو قد تكون كتبت بالعربية وجمعت في القاهرة.
نجح بورخيس على مدار مسيرته في أن يجمع بين النقد والإبداع، وأن يتعلم أكثر من لغة أخرهم كانت اللغة العربية والتي لم يلحق التمكن من اجادتها بشكل كامل.
طه حسين.. مستقبل الثقافة في مصر
لم يقف العمى ضد إرادة طه حسين، الذي لقب فيما بعد بعميد الأدب العربي، واستكمل تعليمه الجامعي بالسوربون، وكان اول من تحصل على الدكتوراة من الجامعة المصرية، وأحد أعمدة سماء الثقافة العربية.
لم يقيد العمى حركة طه حسين في أن يكون ما يريده، ويصبح أحد اعلام الثقافة والفكر العربي، وأحد المجددين في المشهد الثقافي المصري والعربي، وواحدا من اوائل الذين فتحوا الباب على مصرعيه لتجديد الفكر العربي، أعمال العقل، وقد شهد المشهد الثقافي العربي معارك طه حسين بدءا من كتابه "في الشعر الجاهلي" والذي وصل الحد لمنتقديه لتكفير صاحبه.
