نهلة عبدالسلام: العقود مع الكتاب الجدد مجازفة لا تحتملها دور النشر
ما بين أول الكتب المنشورة وصولا لأحدثها، هناك حكايات عن رحلات الكتاب والمبدعين مع دور النشر، هناك صعوبات ومعوقات مع نشر العمل الأول، وهناك أيضا المشكلات المتكررة والمتشابهة بين المبدعين ودور النشر، سواء فيما يخص تكلفة الكتاب، أو توزيعه، والعقود المبرمة بين الطرفين، أو حتي حقوق الملكية الفكرية وغيرها.
في سلسلة حوارات تقدمها الــ"الدستور" يحكي الكتاب تجاربهم مع عالم النشر.
وفي هذا الصدد تحدثنا الكاتبة الشابة نهلة عبدالسلام، والتي سبق وصدر لها العديد من الإبداعات، نذكر من بينها، رواية "بعد التخلي"، والصادرة عن سلسلة إبداعات قصصية، والتي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب- رواية "كنا يومًا" والصادرة عن دار المثقف للنشر عام 2022- رواية "عين عابد"، والصادرة عن دار الفؤاد للنشر- رواية "سبقها إليه" والصادرة عن دار الدار للنشر عام 2019.
ــ ما الصعوبات التي صادفتك في طريق نشر كتابك الأول؟
وقتها لم تكن بدأت علاقتي بالوسط الأدبي، وبالتالي خضت أولى تجاربي في غياب كل شئ.. المعلومة والنصيحة والخبرة، باختصار خضتها بغشومية محضة، وبعدها" شبه تبرأت من كتابي الأول، ومن حين إلى آخر تراودني فكرة تنقيحه وإعادة نشره بما يليق بإدراجه ضمن سيرتي الذاتية، أو بدون مواربة "أغسل عاره" كى أتخلص من ملاحقته كوصمة مستقبلا.
ــ ما المشاكل التي واجهتها بخصوص حقوق النشر والملكية الفكرية؟
العقود بالنسبة لمستجدة على دنيا الأدب والتوزيع باسمها مجازفة لا تحتملها غالبية دور النشر. ديباجة لا تقبل تعديل ولا تفعيل أيضا"، بل أحيانا" لا تتم كتابة عقد أساسا'!؟، الاكتفاء بحصول الدار على رقم إيداع وترقيم دولى، وضع أشبه برمى الكتاب في البحر، لا تدرى على أى شاطئ يرسو، فخطة التوزيع مجهولة، ربما طاف المعارض المحلية والدولية، أو استقر على أرفف المكتبات، أو على فرشات الكتب، أو تم دفنه بقاع مخزن يأكله التراب والفئران، احتمالات أطردها كلما خطرت على بالى منعا للتكدير.
ــ كيف تواجهين هذه المشكلات مع الناشر؟ وما أصعب موقف تعرضت له؟
أنا مشغولة أكتر بمواجهة 'الكيبورد"، مواصلة الكتابة وسط كثير من عبد الحليم حافظ "كل مرة ترجع المشوار بجرح" على أمل "ننسى الآهات" بخروج عمل يرضيني، مع طبيعتي المتشككة على الدوام.
أصعب موقف هو مقال عن عملي الأول، وبرغم اتفاقي مع ما ورد فيه بخصوص النص، إلا إنني لم أغفر تطرقه إلى شخصي.
ــ هل سبق ووصلت خلافاتك مع ناشر ما إلى ساحات المحاكم؟
إطلاقا"، علاقتي طيبة مع كل من سبق ونشرت معهم، بل صاروا ضمن الأصدقاء.
ــ هل قمت يومًا بسداد كلفة نشر كتاب لك؟
حدث، ولا أنكر على أى شخص السعى وراء حلمه، ولكن ما يجوز مع أول خطوة يحرم مع ما تلاها.
ــ ما الذي حلمت به لكتاب من كتبك ولم يتحقق وتأملي أن تتداركيه مع مؤلف جديد؟
التسويق، التواجد سواء على تطبيقات القراءة الأكثر رواجا" بين القراء، أو في كل المعارض، مع مناقشة للعمل، لننتقل إلى فقرة محمد فوزى "طير بينا يا قلبي".
ــ في رأيك صناعة النشر في تقدم أم تراجع؟
أنا متفائلة، خصوصا مع وجود دور نشر حققت نجاحا ملحوظا رغم حداثتها، وأعتقد السبب حماسة أصحابها من الشباب وأفكارهم المواكبة لعصرهم وجيلهم.
