"أيام مع طه حسين".. كتاب يرصد 8 سنوات في حياة عميد الأدب العربي
طه حسين من الشخصيات التي كتب عنها عشرات الكتب والمقالات، يعد شخصية فريدة ومتميزة، وواحدًا من أهم الأدباء والكتاب العرب، فقد أحدث نقلة نوعية في الأدب العربي.
كتاب "أيام مع طه حسين" للدكتور أحمد الدسوقي" من الكتب التي كشفت لنا الكثير عن آراء وأفكار الراحل، فقد قال المؤلف في مقدمته:" بدأت علاقتي بعميد الأدب العربي في أواخر عام 1964.
وأضاف، امتدت إلى صيف 1972 أي قبل وفاته بنحو عام، والحقيقة أنني في هذه المدة كلها لم أكن أعمل مع العميد سكرتيرًا بصفة رسمية، ففي السنوات الأربع الأولى كان الأستاذ فريد شحاتة مازال يعمل معه غير أنني كنت أذهب إلى العميد يومًا كل أسبوع على الأقل وهو يوم إجازة فريد، بالإضافة إلى إجازته السنوية، وكانت نصف شهر.
وكانت تبدأ غالبًا عقب عودة العميد من رحلته الصيفية، فضلًا عن الطوارئ المختلفة التي كانت تحول بين فريد وذهابه للعميد، كالمرض وإنجاز بعض الأعمال الخاصة.
واستكمل: ما أكثر تلك الطوارئ وبخاصة طوارئ المرض، وكان العميد يعتمد أن سكرتيرة يفتعل المرض، وأنه أصبح بهذا السلوك على حد تعبير العميد لا يطاق.
وأوضح المؤلف أن هذه الفترة التي سعدت فيها بلقاء العميد كانت فترة هامة في حياته وإن لم تكن بالنسبة له فترة نشاط أدبي، إذ لم يكتب فيها إلا بعض المقالات والرسائل الصغيرة، ولكن أهمية تلك الفترة ترجع إلى أنها شهدت بعض الأحداث التاريخية في حياة العميد طه حسين، وأن صحته كانت مضطربة.
وأنه مع هذا أكب على القراءة ما وسعه الجهد، وكان يتمنى أن يكمل "الأيام" و"الفتنة الكبرى" ثم هى لم تدرس بعد دراسة علمية وافية، ومنذ اللحظة الأولى كنت أسجل كل تفاصيل لقاءاتي بالعميد تسجيلًا دقيقًا، حتى كتبت كل ما شهدته في تلك الفترة.
وأكد المؤلف على أن الكتاب يعد وثيقة تاريخية سجّلت فيه الكثير من القضايا الأدبية والأحداث السياسية، وأومأت إلى طرف من الحقائق التي تتعلق بفكر طه حسين وعقيدته، وكان لها الأثر في تغيير بعض المواقف المناوئة للعميد، وكان يمكن أن تظل مجهولة لو لم تسجل على هذا النحو الذي ظهرت به في هذا الكتاب.