وزير الأوقاف: الإسلام دين الرحمة ودعوة للتراحم
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن ديننا العظيم هو دين الرحمة، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) هو نبي الرحمة، وربنا (عز وجل) هو الرحمن الرحيم.
وأضاف وزير الأوقاف في بيان له اليوم، الخميس، أن بعض العلماء فرقوا بين "الرحمن" و"الرحيم" من وجوه ، فقال بعضهم: الرَّحْمَن هُوَ: ذُو الرَّحْمَةِ الشَّامِلَةِ لِجَمِيعِ الْخَلَائق فِي الدُّنْيَا ، وَلِلْمُؤْمنِينَ فِي الْآخِرَة ، أما الرحيم فهو: ذُو الرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، حيث يقول (سبحانه وتعالى): "وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا"، وقال بعضهم: الرحمن هو الذي يكشف الكروب، والرحيم هو الذي يغفر الذنوب، فالأول عام ؛ لأنه يكشف الكرب عن المؤمن وغير المؤمن، والثاني خاص بالمؤمنين بمغفرة ذنوبهم في الدنيا ورحمتهم في الآخرة.
وتابع: وقد اجتمع الاسمان معًا في مواضع من القرآن الكريم ، حيث يقول سبحانه: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، ويقول (عز وجل): "وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ"، ويقول (عز وجل): "إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، ويقول سبحانه: "تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".
واستكمل: والبسملة التي نقرؤها في فواتح سور القرآن الكريم، ونتبرك بهـا في حياتنـا كلهـا، ونبدأ بهـا أعمـالنا كلهـا تجمع الاسمين الكريمين : "الرحمن الرحيم" ، وفي سورة الفاتحة التي يقرؤها المسلم سبع عشرة مرة في صلاة الفريضة وحدها ، فضلًا عن قراءتها في صلاة النوافل ، ونقرأ قول الحـق سبحانه: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ".
وأشار وزير الأوقاف إلى أنه في التأكيد على ذكر اسم الله "الرحمن الرحيم" والجمع بينهمـا في البسملة وفي الفاتحة ، وفي مواضع عديدة من القرآن الكريم ما يؤكد على سعة رحمة الله (عز وجل) بعباده ، فديننا دين الرحمة ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي الرحمة ، حيث يقول (سبحانه وتعالى) لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم): "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ "، فإذا أردت أن تحقـق معنى اسم الله الـرحمـن ومعنى اسم الله الـرحيم فكـن رحيمًـــا بخلقـــه ، فإن "مَنْ لا يَـرْحَـمُ لا يُرْحَمُ" .
وأكد وزير الأوقاف أن ديننا دين الرحمة، وثقافتنا ثقافة الرحمة، وحضارتنا حضارة الرحمة ، ومصرنا العزيزة عبر تاريخها الطويل بلد الرحمة والتراحم ، فما أحوجنا إلى إحياء خلق التراحم فيما بيننا، رحمة الطبيب بمرضاه، ورحمة المعلم بطلابه، ورحمة الغني بالفقير، ما أحوجنا إلى الرحمة بالضعفاء ، الرحمة بكبار السن، الرحمة بالأيتام والمساكين، ما أحوجنا إلى الرحمة بالإنسان والرحمة بالحيوان والرحمة بكل ما حولنا، فإن الرحمة لا تنزع إلا من شقي، وإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شأنه، فالراحمون هم من يرحمهم الله، فارحموا تُرحَموا في الدنيا والآخرة.