أفريقية وأوروبية وآسيوية.. العذراء مريم بعيون الفنانين حول العالم
عكف الفنانون حول العالم برسم العذراء مريم وإضافة رؤيتهم الفنية الخاصة على أعمالهم، فمنهم من ألبسوها زيهم المحلي الشعبي، ومنهم من منحوها الملامح السائدة في المنطقة التي يعيشون بها، وغيروا في ملامح وجهها فيما يتناسب مع طبيعة أهل البلد التي يعيشون بها.
تجلت العذراء والمسيح بمختلف الملامح المحلية، فمثلًا تراها في أيقونات أنها آسيوية أو أفريقية أو أوروبية، وغيرها، فاستطاع الفنانين من تقريب صورة العذراء لأذهان لأهل البلد التي ينتمون إليها.
بداية رسم العذراء مريم
يشار إلى أن أول من رسم وجه العذراء وهي تحمل الطفل يسوع، هو القديس لوقا الذي عُرف أنه كام رساماً ماهراً، بحسب العديد من الروايات، ومن ثم تم تداول صورتها بعد ذلك.
وخلال أواخر العصور الوسطى، ظهر فن رسم العذراء لتكريمها، ومنذ القرن الثالث عشر، عندما بدأت الفروسية والثقافة الأرستقراطية في التأثير بشكل أكبر على الشعر والأغاني والفنون البصرية، صور الفنانين العذراء مريم على أنها ملكة السماء المتوجة.
ورسم الفنانين العذراء مريم بملابس ذات ألوان تعكس وداعتها، حيث هناك العديد من الدلالات المرتبطة برسم العذراء بجلباب باللون الأزرق، الذي يشير إلى العفة والنبل.
“العذراء” في عصر النهضة الإيطالي
وفي القرن السابع عشر، انتشر فن عصر النهضة الإيطالي، الذي اهتم برسم العذراء "مادونا"، والذي يعني باللغة الإنجليزية "صورة أو تمثال لمريم العذراء".
فرسمها فنان عصر النهضة الإيطالي رافائيل، باسم لوحة Aldobrandini Madonna، وتظهر اللوحة السيدة العذراء، بصحبة الطفل المسيح والرضيع يوحنا المعمدان، وهي واحدة من عدة لوحات رسمها للعذراء مريم، وكانت مملوكة لعائلة رومان ألدوبرانديني الأرستقراطية لعدة قرون، وبقيت جزءً من مجموعة المتحف الوطني في لندن منذ عام 1865، ثم تم بيعها إلى المعرض الوطني في عام 1865.
وفي الصين صورها الرسامين باسم عذراء دونجلو، والتي بحسب اعتقادهم أنقذتهم من الغزو في مطلع القرن العشرين، حيث جاء رسوماتها ببشرة شاحبة ووجه مستدير وعيون صغيره مُرتدية الملابس التراثية الصينية.
وفي مصر، تحتفظ الكنيسة المعلقة بواحدة من أجمل الأيقونات التي تصور العذراء مريم، تعرف باسم "الموناليزا القبطية"، وهي فريدة من نوعها، وقد رسم الأيقونة فنان أرمني، وتصور الأيقونة العذراء وهي جالسة، ويعلوها اثنان من الملائكة، والسيد المسيح يجلس على ساقها اليسرى، فيما يجلس القديس يوحنا المعمدان على الجانب الأيمن منها.
رسمها ليوناردو دافنشي
كما رسمها ليوناردو دافنشي، في نسختين واحدة منهم معلقة في متحف اللوفر في باريس، والأخرى في المعرض الوطني بلندن، يبلغ ارتفاع كل من اللوحتان حوالي مترين وهي مطلية بالزيوت، وتُظهر كلتا اللوحتين مادونا والطفل يسوع مع الرضيع يوحنا المعمدان وملاك.
وصورها الرسامون الأفارقة، ببشرة سوداء في عديد من مدن أفريقيا، وهي ترتيد الزى الإفريقي ولديها شعر مجعد وبشرة السوداء مثل النساء الأفارقة.
وترجع ظاهرة "بلاك مادونا" أو العذراء مريم السوداء إلى القرون الوسطى حيث ظهرت بشكل كبير على التماثيل الحجرية والخشبية"، وحظيت بشعبية كبيرة خاصة في أوروبا الغربية وأميركا اللاتينية.
وفي فيتنام رسمها الفنانين، كسيدة فيتنامية ترتدي الزي الشعبي (آو داي) وهو يأخذ شكل فستان طويل مفتوح من الجانبين، وهو رداء يحظى بشعبية كبيرة بين نساء فيتنام.
ومن أشهر الأمثلة لرسم العذراء في نختلف الثقافات، هي لوحة عذراء جوادالوبي بالمكسيك وعذراء مونسيرات في كتالونيا بإسبانيا، ولوحة عذراء ويلسدن بلندن بالمملكة المتحدة.