أول رواياته نشرت باسم مجهول.. من هو والتر سكوت "الأب الروحي للرواية التاريخية"؟
يعد الكاتب الاسكتلندي والروائي والشاعر والتر سكوت، من أشهر كتاب الإنجليزية، حيث نال شعبية كبيرة على أعماله التي مازالت تقرأ حتى الآن، كما أنه يُعرف بأنه مؤسس والأب الروحي للرواية التاريخية، وأعماله مثل "إيفانهو" و"روب روي" وغيرها من رواياته الشهيرة تعد علامة في الأدب الإنجليزي الكلاسيكي.
وفي ذكرى ميلاده اليوم، نستعرض نظرة إلى حياة وأشهر أعمال الكاتب "والتر سكوت".
“الشِعر” خطوته الأولى في الكتابة
وُلد السير والتر سكوت، يوم 15 أغسطس 1771، في إدنبرة، اسكتلندا- وتوفي في 21 سبتمبر 1832، في روكسبيرج باسكتلندا، كان والد سكوت يعمل محامياً ، وكانت والدته ابنة طبيب، وفي سنواته الأولى، كان سكوت مغرمًا بالاستماع إلى روايات أقاربه المسنين وقصصهم عن الحياة الإسكتلندية وتقاليدها
وسرعان ما أصبح والتر سكوت قارئًا نهمًا لكتب الشعر والتاريخ والدراما والحكايات الخيالية والرومانسية، وكان لديه ذاكرة شديدة التذكر، فكان يثير دهشة الزوار بقراءته الشعرية الرصينة، وتطورت استكشافاته للريف المجاور، من حب الجمال الطبيعي إلى التقدير العميق للنضالات التاريخية لأسلافه الاسكتلنديين.
ووفقًا لـ Britannica الموسوعة البريطانية، فقد تلقى سكوت تعليمه في المدرسة الثانوية في إدنبرة، وفي عام 1786 عمل مع والده ككاتب متدرب، في مجال المحاماة، وكانت دراسته وممارسته للقانون متقطعة إلى حد ما، وسرعان ما تحولت طاقته الشابة الهائلة إلى أنشطة اجتماعية وقراءات متنوعة في الإيطالية والإسبانية والفرنسية والألمانية واللاتينية.
وبعد خيبة أمل مبكرة في الحب، تزوج سكوت، في ديسمبر 1797، من شارلوت كاربنتر، من عائلة ملكية فرنسية، وعاش معها بسعادة حتى وفاتها في عام 1826.
في منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر، أصبح سكوت مهتمًا بالرومانسية الألمانية ، والروايات "القوطية"، وقصائد الحدود الاسكتلندية، وكان أول أعمال منشورة له باسم The Chase، و William and Helen 1796، وهو عبارة عن ترجمة لاثنين لمجموعة من القصائد الرومانسية الألمانية GA Bürger.
واستكمل سكوت عمله الشعري، في مجموعته التي جاءت بعنوان Minstrelsy of the Scottish Border ، في 3 مجلدا، وهي عبارة عن قصائد بنكهة رومانسية متطورة، مما جعل العمل اسم سكوت معروفًا لعامة الناس، وتبع نجاحه عدة أعمال شعرية.
أول روية له نُشرت باسم مجهول
ووفي أوائل صيف عام 1814 كتب روايته والتي أطلق عليها ويفرلي، كانت واحدةمن الأعمال النادرة في التاريخ الأدبي، حيث تمتع بقرأتها جمهور كبير، وتحكي الرواية قصة تمرد "اليعاقبة" عام 1745، وأعادت الرواية تفسير وتقديم قوة أخلاق مجتمع المرتفعات الاسكتلندية المتلاشية حينها، ونُشر الكتاب دون الكشف عن هويته، وكذلك جميع الروايات العديدة التي كتبها حتى عام 1827.
في Waverley والروايات اللاحقة، استطاع سكوت أن يضع في هذا النوع الجديد من الرواية، مجموعة كبيرة من الشخصيات الحية والمتنوعة في بيئة تاريخية مثيرة ومضطربة، وأبرز فيها الخطاب الإقليمي الاسكتلندي المعبّر والمجاملات المعروفة من الفرسان والأرستقراطيين، وكانت معرفة سكوت العميقة والحادة بالتاريخ والمجتمع الاسكتلندي، مكنته من لعب دور مؤرخ اجتماعي في صور ثاقبة في مجموعته الكاملة عن المجتمع الاسكتلندي، فكان أبطال روياته من المتسولين والريفيين إلى الطبقات الوسطى والمهن وحتى النبلاء.
“سكوت” الأب الروحي للروايات التاريخية
واهتم سكوت في أعماله بالناس العاديين في الواقع مقارنة بتركيز الأعمال التاريخية السابقة على الملوك فقط، ومكّنه ميله للحوادث الغريبة والمدهشة، أن يصف بقوة متساوية شخصيات مختلفة وأيضًا أن يصف صراعات سياسية ودينية شرسة أثارت المجتمع الاسكتلندا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، فاستحق سكوت أن يطلق عليه سيد الرواية التاريخية أو الأب الروحي لها.
استكمل سكوت رواياته بعنوان Waverley وهي عبارة عن سلسلة كاملة من الروايات التاريخية التي تدور أحداثها في اسكتلندا والتي تُعرف الآن باسم روايات "ويفرلي"، كما نشر سلسلة من أربع روايات نُشرت تحت عنوان Tales of My Landlord، وتحفة الموت القديم (1816)، تبعها روائع "روب روي" (1817)، وبعد كتابة هذه الروايات عن التاريخ الاسكتلندي، أصبح سكوت، مدفوعًا بحالة إبداعية لإشباع شهية الجمهور للخيال التاريخي الذي ابتكره بنفسه، فقدم الكثير من حكايات التاريخ الإنجليزي، وهكذا كتب روايته Ivanhoe (1819)، وهي رواية تدور أحداثها في إنجلترا في القرن الثاني عشر، ولا تزال من أكثر أعماله شهرة.