الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بذكرى القدّيس كولبه
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس مكسيمليان كولبه، الكاهن الشهيد، ووُلِدَ ريمون كولبه في بابجانيس، في بولندا. كان حادّ الطباع وعفويًا وعنيدًا، وغالباً ما كان يضع صبر والدته على المحكّ. في الثالثة عشرة من العمر، دخل ريمون دير القدّيس فرنسيس في ليمبيرغ، وأدّى النذور الرهبانيّة باسم مكسيمليان. في العام 1912، غادر روسيا متنكّرًا بزيّ فلاح، وتابع دراسته في الجامعة الغريغوريّة في روما، ثمّ أسّس جمعيّة الحبل بلا دنس التي ستتحوّل لاحقًا إلى مشروع حياته كلّها.
خلال الحرب العالميّة الثانية، أصبح على رأس أهمّ جمعيّة كاثوليكية للمنشورات في كلّ أنحاء بولندا. بصبر وخضوع بطوليّين ومدهشين، تقبّل القدّيس مكسيمليان كولبه الإتلاف الكامل لكلّ أعماله على أيدي النازيّين. حًكِم عليه بالأعمال الشاقّة في معتقل الموت في أوشفيتز، فكان بمثابة شعاع نور بالنسبة إلى السجناء. في العام 1941، تُوفِّي القدّيس عشيّة عيد الصعود في معتقل الجوع، بعد أن قدّم حياته لينقذ حياة ربّ عائلة طيّب حُكِمَ عليه بالموت.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "جِئتُ لِأُلقِيَ عَلى ٱلأَرضِ نارًا": لقد نزلت إلى الأرض من أعالي السماوات، وبواسطة سِرِّ تَجَسُّدي، اعتلنت للبشر لأُشعِل في قلوبهم البشريّة نار الحبّ الإلهي. " وَما أَشَدَّ رَغبَتي أَن تَكونَ قَدِ ٱشتَعَلَت": أي أن تشتعل فتصبح شعلةً يحرّكها الرُّوح القدس وتتدفّق منها أعمال المحبّة!
بعد كلامه هذا، أعلن الرّب يسوع المسيح بصراحة أنّه سوف يموت على الصليب قبل أن تتّقِد البشريّة بنار حبّه هذا. بالفعل، إنّ آلام المسيح هي التي جعلت البشريّة مستحقّة لهذه النعمة الكبيرة، وإنّ ذكرى هذه الآلام، قبل أي شيء آخر، توقد الشعلة في قلوب المؤمنين.
وتابع الربّ قائلاً: "وَعَلَيَّ أَن أَقبَلَ مَعمودِيَّةً"، وبكلامٍ آخر، فإنّ معموديّتي بالدم باتت حتميّة، بتدبير من الله الآب، أي أن أغطس في دمائي فوق الصليب كما لو كنت أغطس في الماء، لكي أفتدي العالم بأسره. "وَما أَشَدَّ ضيقي حَتّى تَتِمّ!": أي إلى أن تنتهي آلامي فأستطيع حينئذٍ القول "قَدْ تَمَّ كُلُّ شَيء"