بعد الضغط على شبكات الكهرباء العالمية.. كيف يمكن مواجهة الحر بالطرق التقليدية؟
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه لا توجد تقنية معمارية واحدة يمكنها حل مشكلة الحرارة الشديدة التي اجتاحت أجزاء كبيرة من أوروبا هذا الصيف، لكن في قارة أصبح استخدام تكييفات الهواء أمر محدود نسبيًا بسبب أزمة الطاقة، يمكن لتقنيات البناء المستدامة أن تقطع شوطًا طويلاً في حماية السكان، وفقًا للخبراء.
طرق طبيعية لمواجهة موجات الحر
وتابعت أن هذه الميزات التي تشمل الساحات، وألوان الطلاء العاكسة للضوء والواجهات من الحجر الأبيض، والتي يمكن أن تحافظ على برودة المنازل بشكل طبيعي وتقلل من الحاجة إلى تكييف الهواء.
قالت ماريالينا نيكولوبولو، أستاذة الهندسة المعمارية المستدامة بجامعة كنت في إنجلترا، إن المشكلة خصوصًا لدول حوض البحر الأبيض المتوسط التي تحملت درجات حرارة شديدة الحرارة هذا الصيف، هي أن العديد من المباني الجديدة قد تم بناؤها باستخدام الأساليب الغربية التي تحبس الحورارة.
وتابعت: "لقد بدأنا في استيراد العمارة الغربية ونسيان التقاليد المحلية، فمن أكثر المناطق كثافة سكانية، المباني الشاهقة الحديثة واستخدام مواد مثل الأسفلت للطرق تحبس الحرارة، ما يساهم في تأثير المنطقة بالكامل بالحرارة المرتفعة، حيث تكون المدن أكثر سخونة من المناطق الريفية المحيطة، كما أدت موجة الحر في اليونان إلى ظروف مناخية شديدة ما تسبب في إشعال حرائق الغابات في أجزاء من البلاد.
وأوضحت الصحيفة أنه في الولايات المتحدة ، يستثمر بعض أصحاب المنازل والشركات في تقنيات منخفضة التكلفة للمساعدة في تبريد المباني، مثل طلاء الأسطح باللون الأبيض أو أي لون عاكس آخر يمكن أن يساعد في جعل وحدات تكييف الهواء أكثر كفاءة في استخدام الطاقة. حصلت مقاطعة Miami-Dade County على ملايين الدولارات من التمويل الفيدرالي للمساعدة في تحديث المنازل والشركات لتبقى أكثر برودة في الصيف.
وفي دول البحر الأبيض المتوسط مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ، تميل البيوت التقليدية إلى تضمين الصفات التي تسمح بمرور النسمات من خلالها، حيث قالت كاتالينا سباتارو ، أستاذة الطاقة والموارد العالمية في كلية لندن الجامعية، إن الجدران السميكة تساعد على امتصاص الحرارة أثناء النهار وإطلاقها في الليل، كما تعمل الميزات التي توفر الظل، مثل البرجولات، على الحفاظ على برودة السكان وتقليل التعرض لأشعة الشمس، كما توفر الممرات الضيقة في بعض مراكز المدن والشوارع التي تصطف على جانبيها الأشجار أيضًا الظل للمشاة وبعض الهواء الرطب.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يوجد حل معماري واحد لحل مشكلة الحرارة التي اجتاحت أوروبا، لكن هذه التقنيات المستدامة القديمة التي تم اختبارها عبر الزمن تقطع شوطًا طويلاً، وتخفف كثيرًا من درجات الحرارة، خصوصًا وأن والعديد من المنازل غير مجهزة بمكيفات الهواء.
فرضت الحكومات في اليونان وإيطاليا وإسبانيا تدابير لحماية السكان من الحرارة، بما في ذلك توجيه الناس نحو أماكن التبريد العامة، والاعتماد على أنظمة الإنذار للحرارة الشديدة ووضع خطط لإنشاء حدائق أحياء أصغر، والتي يمكن أن تكون أكثر برودة من الشوارع بعدة درجات.
ويقول خبراء التبريد، خصوصًا في الأماكن التي لا يتوفر فيها تكييف الهواء، فإن تغيير نمط الحياة أمر بالغ الأهمية للتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة، ويتضمن ذلك تجنب الأنشطة الخارجية خلال فترات اليوم الأكثر سخونة، والتحقق من الجيران الضعفاء واحتضان القيلولة - حتى في شمال أوروبا والأماكن ذات المناخ البارد حيث لا يعتاد الناس على إيقاف العمل أو الأنشطة في فترة ما بعد الظهر.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه في حين أن درجات الحرارة في شمال أوروبا أكثر برودة بشكل عام مما هي عليه في جنوب أوروبا، فإن التحدي الرئيسي هو أن العديد من المنازل مصممة للاحتفاظ بالحرارة، مثال على ذلك الدول الاسكندنافية، حيث تم بناء العديد من المنازل باستخدام مواد بناء أخف مثل الخشب، وهو أمر رائع للطقس البارد، ولكنه قد يجعل التعامل مع الحرارة الشديدة أكثر صعوبة، وقال الدكتور سباتارو: "هناك نوع من الوعي المتزايد بأننا بحاجة إلى تصميم منازل أكثر قدرة على التكيف مع الظروف الجوية القاسية".