"سي جي تي إن": المتحف الهولندي للآثار حاول تزييف التاريخ المصري بدعم الأفروسنتريك
أكدت شبكة "سي جي تي إن" الصينية، قيام المتحف الوطني للآثار الهولندي، بمحاولات لتزييف التاريخ المصري من خلال دعم حركة “الأفروسنتريك” وتصوير الثقافة المصرية على أن أصولها إفريقية وليست مصرية، وهو ما أثار غضب المصريين.
وبحسب التقرير قام المتحف الهولندي بتشغيل موسيقى الهيب هوب بجوار التوابيت والتماثيل الفرعونية، فيما يقول القائمون على المعرض، إنه محاولة لإظهار تأثير مصر القديمة على الموسيقيين السود، مع وضع صورة للنجمة الأمريكية السوداء بيونسيه وهي ترتدي زي الملكة نفرتيتي تجلس بجانب تماثيل نصفية قديمة، بينما يظهر مقطع فيديو للنجمة الأمريكية السوداء ريانا وهي ترتدي ملابس فرعونية أيضا.
وتابعت أن المتحف أيضًا تضمن صورة لمغني راب وهو في هيئة توت عنخ آمون، ضمن فعاليات معرض "كيميت"، وهو ما آثار غضب مصر، التي اتخذت قرار بمنع علماء الآثار الهولنديين من دخول البلاد والتنقيب في مواقع الآثار الرئيسية، بسبب محاولة ربط الحضارة المصرية بالأفارقة.
حرب ثقافية ضد مصر
وقالت هيئة الآثار المصرية في وقت سابق، إن المتحف "يزيف التاريخ" من خلال منهج الأفروسنتريك الذي يسعى إلى ملاءمة الثقافة المصرية والتصوير على أن أصولها إفريقية وليست مصرية، حسب ما نقلته وسائل إعلام هولندية، وقال المتحف إنه تعرض في غضون ذلك لتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي كانت "عنصرية أو مسيئة" بعد تفجر الخلاف في مصر.
وأفادت الشبكة أنه ما كان من المفترض أن يكون احتفالًا مفعمًا بـ "مصر في موسيقى الهيب هوب والجاز والسول والفانك" لكنه أصبح بدلاً من ذلك حربًا ثقافية.
وتابعت أن الأزمة حدثت لأن افتتاح المعرض تزامن مع عرض منصة نيتفليكس الأمريكية دراما وثائقية تدور حول حياة كليوباترا آخر ملوك الفراعنة ذو الأصول اليونانية وتصويرها على أنها إفريقية سمراء، ما أثار غضبا واسعا في مصر والعالم لمحاولة المنصة الأمريكية تزييف تاريخ مصر الفرعوني ونسبه إلى إفريقيا.
وأضافت أن توقيت إطلاق المعرض خاطئ، كما أن عدم مشاركة مصر في مثل هذه الفعاليات التي تتحدث عن تاريخها أيضًا خطأ فادح، خصوصًا مع قضية الهوية التي أصبحت أمر بالغ الأهمية بالنسبة للمصريين، لإثبات هويتهم المصرية الأصيلة التي لا علاقة لها بالقارة الإفريقية أو حتى الثقافة العربية.
وأشارت إلى أن المتحف تعرض لانتقادات واسعة أيضًا واتهامات بمحاولة تزييف التاريخ، وقال علي حمدان، الأستاذ المساعد في جامعة أمستردام والمتخصص في الجغرافيا السياسية، "إنها ليست مجرد قصة حول ما إذا كان المتحف يصحح الهوية المصرية أم لا، هذه قصة عن مشروعين مختلفين لفهم مصر القديمة، في ظل محاولات الكثير إثبات أن الثقافة والحضارة المصرية أصلها إفريقية، وهو أمر يرفضه المصريون بشكل قاطع، حيث يفضلون التباهي بهويتهم العربية والمصرية فقط".