سينما جرين.. هنا اختبأ السادات ليلة 23 يوليو وتحولت لـ"فرش" عيش بلدى
"روحت السينما ليه مطلع ليلة ٢٢ يوليو، بحبها يا أخي".. جزء من التحقيق الذي دار مع الزعيم الراحل محمد أنور السادات، في فيلم "أيام السادات"، الذي عرض عام ٢٠٠١، ولعب بطولته الفنان الكبير الراحل محمد أنور السادات، وفي ذكرى ثورة ٢٣ يوليو، وجب علينا البحث عن هذه دور العرض السينمائية التي اختبأ بها الرئيس الراحل في هذه الليلة التاريخية بصحبة زوجته، كتمويه سياسي منه، وبعد عمليات بحث طويلة عن مكانها، وجدناها في منطقة المنيل بالقاهرة، وتحديداً سينما الروضة الصيفي، قبل أن تتحول فيما بعد إلى سينما جرين، المتواجدة في شارع المنيل الرئيسي.
وجدنا ملامحها قد طواها الزمن، مغلقة منذ فترة بعيدة، ولم يتبق منها سوي اسم جرين مكتوب بالأحرف الإنجليزية، بشكل عمودي، لكنها غير واضحة بصورة كاملة بسبب تراكم الأتربة حولها، في الأسفل مدخل مظلم يغلقه فرش عيش بلدي، حيث يقوم أحد البائعين بالاسترزاق منه، وأصبحت السينما في حالة يرثي لها.
بالحديث مع أحد جيران هذه السينما القديمة، وهو صاحب ورشة ميكانيكا مقابلة لها، يدعي فوزي، قال: "السينما دي بقالها سنوات كتير مغلقة، ومحدش يعرف هتفتح تاني ولا لا، وسمعنا من فترة أنها سيتم عرضها للبيع، ولكن مفيش جديد، وطبعاً الناس القديمة عارفة إن الرئيس السادات اختبأ هنا وقت ثورة يوليو، ويمكن الأجيال الجديدة متعرفش المعلومة دي، ولكنها معلومة أهل المنيل كلهم عارفينها، وهي أن الرئيس الراحل كان عشاقها، وكان يصطحب حرمه فترات كتير لمشاهدة الأفلام الحديثة بها، وخاصة الأفلام الأمريكية".
وبالانتقال إلى مكان آخر وهو محل فول وطعمية، قال مرعي أحد العاملين: "بصراحة أنا شغال هنا من حوالي عشرين سنة، ومن وقتها والسينما دي مغلقة تماماً، ومن فترة ظهرت سينمات بديلة في المنطقة، وحظيت بشعبية كبيرة، ولكن جرين لم يحدث بها أي جديد، وعن حضور الرئيس السادات لها ليلة الثورة، سمعنا الكلام ده كتير، لكن طبعاً مكنتش موجود وقتها، رحمة الله عليه كان بطل ورمز الحرب والسلام".