"رحلات اليوم الواحد".. منقذ المصريين من ارتفاع أسعار المصايف
اعتاد أحمدأن يصطحب أسرته في شهر يوليو من كل عام لقضاء أسبوع كامل في إحدى المدن الساحلية والاستمتاع بإجازة المصيف، ومن خلال اتباع بعض قواعد الادخار يستطيع أن يجمع النقود التي تكفيه هو وأسرته طوال ذلك الأسبوع وتجعله يستمتع بجمال المدينة الساحلية، ويجرب العديد من أشهر مطاعمها، وكذا يتنزه داخل أجمل معالمهما ثم يعود إلى القاهرة، وقد استطاع أن يشحن طاقة جديدة تجعله قادرًا على العمل من جديد.
حال أحمد هو حال كثير من الأسر المصرية التي كانت تنتظر من العام إلى العام أسبوع المصيف لتقضي فيه أحلى الأوقات حيث البحر والهروب من درجات الحرارة وتغيير الجو.
الأمر اختلف حاليًا مع الكثير من الأسر في السنوات الأخيرة، وذلك في ظل ارتفاع الأسعار العالمي الذي انعكس على ارتفاع الأسعار في كافة القطاعات بمصر ومنها قطاع السياحة، وهو ما نتج عنه وجود بعض الفئات من الأسر المصرية التي أصبحت غير قادرة على الاستمرار في تلك العادة وهي عادة "أسبوع المصيف".
ولكن المصريين كالعادة لم يقفوا مكتوفي الأيدي وتمكنوا من الحصول على استمتاعهم بأقل التكلفة والإمكانيات.
رحلات اليوم الواحد كانت هي المنفذ الذي اتبعه المصريون لقضاء عطلات المصيف ب ذات الوقت التكيف مع مستوى الأسعار
رحلات اليوم الواحد أو ما يطلق عليه Day Use كان هو المنفذ الذي من خلاله استطاع المصريون الذهاب إلى المصيف ولكن بما يتناسب وإمكانياتهم في ظل ارتفاع الأسعار.
تتراوح أسعار اليوم الواحد في العديد من المدن الساحلية مثل الأسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية وغيرها ما بين 150 وتصل إلى 400 وقد تزداد وذلك حسب مستوى الخدمة ومكانها.
أحمد: بنحاول نستمتع بكل دقيقة
أحمد الذي كان متمسكًا بعادة "مصيف أسبوع كل سنة" قال "للدستور": "لقيت إن رحلات اليوم الواحد أرخص وبتأدي نفس الغرض" وأضاف "بالعكس أنا ممكن أصيف كل أسبوع في مكان وكدة يبقى أوفر وأفضل من لو حاولت أصيف أسبوع كامل في مكان واحد دلوقتي".
يتابع "إحنا بنحاول نستمتع بكل دقيقة في اليوم ده، وبيعلمنا إنه ما نضيعش وقت لحظة"، مضيفًا أنه يختار أولًا الشركات السياحية الموثوق فيها، وذات البرامج المتنوعة.
نهى: أظهرت كيف يتكيف المصريون مع ارتفاع الأسعار
نهى أحمد، ربة منزل، تقول إنها تشجع كل أصدقائها على سياحة اليوم الواحد، مشيرة إلى أن هذا النوع من السياحة جعلها تجوب محافظات كثيرة في مصر وتتعرف عليها، وهي من قبل كانت تتمنى ذلك، ومن بين هذه المحافظات محافظة الفيوم ومدينة رأس البر، وفايد وغيرها من أماكن مصر السياحية الجميلة.
وصفت نهى أن تلك السياحة أظهرت كيفية تكيف المصري مع ارتفاع الأسعار، وكيفية ابتكاره حلولًا للحصول على لحظات السعادة بأقل الإمكانيات قائلة "الفلوس أيوة مهمة جدًا.. بس إحنا نقدر نبسط نفسنا على قدنا من غير ما ندفع فلوس كتيرومصر فيها الميزة دي عن أي بلد".
وبشكل عام كان قد أعلن مركز معلومات مجلس الوزراء، أن مصر جاءت فى المركز الثانى بقائمة أفضل الوجهات السياحية طبقًا لسكاى سكانر العالمية، إذ كان للسياحة الداخلية دور كبير فى تعافى القطاع بعد ظروف تفشي كوفيد-19، إذ وصل معدل نمو السياحة الداخلية في مصر العام الماضي إلى 93% على أساس سنوي مقارنة بـ2019.