سهير القلماوى.. أيقونة المعرفة
قطعًا لا يصل إنسان إلى الكمال، لكنها اقتربت من الكمال فى كل شىء، العقل ناضج وفائق الذكاء والعبقرية، والقلب شغوف بالجمال والمعرفة ونشر العلم وصناعة الخير للبشرية، والوجه ملامح متفائلة تعكس الفطنة وألق الأدباء والعلماء.
هى سهير القلماوى، الأولى فى أشياء كثيرة للغاية، فهى أول فتاة تلتحق بجامعة القاهرة، وأول امرأة مصرية تحصل على رخصة الصحافة فى مصر، وهى مؤسسة أول مكتبة فى سجن، وأول من جعلت دراسة الأدب المصرى المعاصر جزءًا من المواد التعليمية الجامعية.
ميلادها الذى تحل ذكراه، اليوم، كان فى القاهرة، وقد هيئت لها جميع الظروف لتكون صبية ناضجة ومثقفة، فنشأت فى أسرة تقدس التعليم، وكان والدها طبيبًا جراحًا، ووالدتها سيدة واعية تتحدث عددًا من اللغات، وساهم الوالدان فى تشجيع ابنتهما على التفوق وعلى أن تكون لها شخصية مستقلة وقوية.
أحبت الأدب حبًا جمًّا، فالتحقت بكلية الآداب التى كان عميدها هو الدكتور طه حسين، وتم اختيارها كفتاة وحيدة بين ١٤ شابًا غيرها ليشكلوا قوام قسم اللغة العربية بالكلية، ثم حصلت على الليسانس وتم تعيينها لتكون مدرسة للأدب العربى فى الكلية.
ومن ميدان الأدب والتدريس، انتقلت إلى ميدان العمل العام، لتؤسس عددًا من الجمعيات المهتمة بالأدب وشئون المرأة وتقترح تأسيس معرض القاهرة الدولى للكتاب، ثم تصبح فى عام ١٩٧٩ عضوًا فى مجلس النواب، وشاركت فى تكوين مجلس اتحاد الكتاب، ومثلث مصر فى العديد من المناسبات الدولية.