عوقب بسبب "الضحك والنسيان" فهرب إلى بلاد النور.. ميلان كونديرا يترجل فى صمت
رحل عن عالمنا اليوم الأربعاء، الكاتب الفرنسي التشيكي المولد ميلان كونديرا، عن عمر ناهز الـ94 عامًا، بعد أن حقق شهرة عالمية كبيرة، إذ بدأ مسيرته المهنية في الكتابة كشاعر، ثم اتجه بعد ذلك إلى كتابة الروايات والقصص القصيرة.
نشر ميلان كونديرا أول دواوينه الشعرية عام 1953، لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي، إلى أن عُرف ككاتب هام عام 1963 بعد أن نشر مجموعته القصصية الأولى "غراميات مضحكة" التي تجمع بين طياتها مجموعة من القصص الغرامية القصيرة المضحكة، وفيها يتحدث ميلان كونديرا عن بعض المشاكل التي تواجه الشباب والشابات في المجتمع الغربي بشكل عام، وهدفه رسم صورة ولو بسيطة عن آلام هؤلاء وطموحاتهم.
في عام 1986 فقد ميلان كونديرا وظيفته، وذلك بعد دخول الاتحاد السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا، فاضطر للهجرة إلى فرنسا 1975 بعد أن تم منع كتبه من التداول لمدة خمس سنوات، وعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة رين ببريتانى بفرنسا، وحصل على الجنسية الفرنسية عام 1981 بعد تقدمه بطلب، عقب إسقاط الجنسية التشيكوسلوفاكية عنه عام 1978، نتيجة لكتابته رواية "الضحك والنسيان"، التي ترجمها إلى العربية محمد التهامي العماري ونشرها المركز الثقافي العربي، في بيروت عام 2009.
تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب ميلان كونديرا روايته الشهيرة "كائن لا تحتمل خفته" التي جعلت منه كاتبًا عالميًا معروفًا لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشة.
اشتهر ميلان كونديرا بعدة أعمال أخرى ومنها: "المزحة" رواية، "الخلود" رواية، "البطء" رواية، "فالس الوداع" رواية، "حفلة التفاهة" رواية، "تأملات في فن الرواية" كتاب، وغيرهم.
حصد ميلان كونديرا العديد من الجوائز والتكريمات، ومنها: "أورشليم" 1985، جائزة الدولة النمساوية للأدب الأوروبي 1987، جائزة هيردوا من جامعة فيينا، النمسا عام 2000، جائزة الدولة التشيكية للآداب 2007، جائزة سينو ديل دوكا العالمية عام 2009، كما نال صفة مواطن شرف في مدينة برنو، مسقط رأسه عام 2010، وحصد أيضًا جائزة أوفيد من اتحاد الكتاب الرومانيين والمعهد الثقافي الروماني عام 2011، وأطلق اسمه على الجرم السماوي رقم 7390 المكتشف عام 1983، وآخرها جائزة فرانز كافكا التشيكية عام 2020.