التجسس.. كيف تهدد الصين الأمن الاقتصادي لبريطانيا؟

قال نائب رئيس الوزراء البريطاني "أوليفر دودن" للشبكة البريطانية “بي بي سي”، إن الصين تمثل "أكبر تهديد للأمن الاقتصادي البريطاني ولكنه في نفس الوقت دعا إلى عدم الانفصال الاقتصادي عن الصين.

الصين وبريطانيا

وتأتي تصريحات المسئول البريطاني في الوقت الذي تظهر فيه الأرقام أن الحكومة تدخلت في ثماني محاولات للاستحواذ على شركات بريطانية من قبل مشترين صينيين العام الماضي بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وقال دودن: "أنا واضح جدا أنني لا أريد أن نفصل عن الصين، ولا أعتقد أن هذا في مصلحتنا، و"لكن في الوقت نفسه، علينا أن نكون واضحين بشأن حماية أمننا القومي، تمامًا مثل الصينيين."

وبموجب قانون الأمن القومي والاستثمار لعام 2021 ، تتمتع الحكومة بصلاحية حظر أو فرض سبل الانتصاف على الاستثمارات التي يُعتقد أنها تشكل خطرًا على الأمن القومي.

في تقرير، قال مكتب مجلس الوزراء إنه تلقى 866 إشعارًا بشأن انتهاكات محتملة في العام المالي الماضي تتعلق بالصفقات التجارية والاقتصادية مع الصين والتي تتعلق بمجالات مثل الدفاع والطاقة والمواد المتقدمة والاتصالات.

ووافق مكتب مجلس الوزراء على معظم  الصفقات  مع الجانب الصيني الأخير، ولكنه أصدر "أوامر نهائية" في 15 حالة بعرقلة أو فك أو فرض شروط على الصفقات لحماية الأمن القومي.

ولدى سؤاله عن سبب استهداف الصفقات الصينية بشكل غير متناسب، قال دودن: "السبب الأول هو أن الصين مجرد مستثمر كبير جدًا ، على مستوى العالم. والثاني ، كما أوضحنا في استعراضنا للأمن القومي، تمثل الصين أكبر دولة- تهديد قائم على الأمن الاقتصادي، و"لذا فليس من المستغرب أن ننظر بعناية في المعاملات الصينية. ولكن بالتساوي، ننظر في جميع المجالات."

تم استهداف الشركات الصينية من قبل المنظمين في جميع أنحاء العالم في السنوات القليلة الماضية وسط مخاوف من أن الدولة الصينية قد تستخدمها لأغراض التجسس.

ومن الأمثلة البارزة، عملاق الاتصالات Huawei ، الذي تم حظره في عام 2020 من شبكات الهاتف المحمول 5G في المملكة المتحدة - وهو قرار تعكسه دول أخرى.

في العام الماضي، تم حظر تطبيق TikTok للوسائط الاجتماعية المملوك للصين على أجهزة الحكومة البريطانية كجزء من مراجعة أمنية.

وقال لبي بي سي إنه من خلال منع الصفقات أو فرض سبل انتصاف عليها ، سيكون لدى المستثمرين الأجانب ثقة أكبر في الاستثمار في بريطانيا "لأنهم يعلمون أنها آمنة".

وقال: "لكن في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نجد أنفسنا في وضع نفصل فيه تمامًا عن اقتصاد مثل الصين، فهذا ليس في مصلحتنا الوطنية من حيث الوظائف والازدهار".