سها شوقي: أكتب القصة للطفل باسمه وصورته.. وتسعدني ردود الأفعال (حوار)
العديد من المشروعات التي دشنتها الكاتبة سها شوقي ومنها "Little Words Big Smiles"، بدأت “شوقي” ككاتبة أطفال واستمرت في هذا الأمر حتى نشرت العديد من قصص الأطفال، التقت “الدستور” بالكاتبة سها شوقي للحديث عن كل هذه الأمور، وإلى نص الحوار..
ماذا عن مشروع "Little Words Big Smiles" للأطفال؟
هو مشروع يهدف لإسعاد الطفل، فأنا أطلب من المشاركين أن يرسلوا صور أطفالهم لأكتب قصص بأسمائهم وصورهم أيضًا، ومن هنا تكون القصة خاصة لهذا الطفل، ويسعده هذا الأمر جدا أن يرى نفسه بشكل بطولي وفي قصة يكلم الحيوانات ويطير في السماء وغيرها.
ما هو المردود على الطفل من رؤية نفسه بطلا في قصة، وفي رأيك بما يؤثر هذا على عوامله النفسية؟
أشعر أن القصة عامل فارق في حياة الطفل وتؤثر على سيكولوجيته النفسية بشكل إيجابي، القصة تنمي ثقته بنفسه وتمنحهم شعور بالفخر خاصاً عندما تستطيع القصة أن تمد الطفل بخبرات في مواقف لم يصل لها بعد في حياته العادية هذا الشعور يعطية دافع قوي للنجاح وتعزز ثقته بنفسة من خلال خروجه من منطقة الأمان التي يعيش بها و دفعه للتجربة وتقبله المحاولة عدة مرات ليصل للهدف الذي يسعى إليه كما حدث مع بطل قصته الذي منحه من قبل الثقة والتأكيد أنه يستطيع.
هل نستطيع القول هنا بأن القصة تمنح الطفل الاستقلالية؟
نعم بالطبع وذلك من خلال رؤيته لاسمه يتكرر داخل القصة حتى لو كان يتعرف عليه لأول مرة ويخطو خطواته الأولى في تجربة القراءة بالإضافة لصورته التي يجدها داخل قصته وتؤكد له أنه البطل الحقيقي لأنه استطاع النجاح في تجربته الخيالية لذلك لو واجهها في الواقع سيكون مؤهل لخوضها بشكل سليم.
وعلى المستوى النفسي تستطيع القصص أن تقلل من التوتر والخوف لدى الطفل لأن أبطال القصة أشخاص يعرفهم ويشعر معهم بالأمان، لذلك يعاود قراءتها أكثر من مرة، وتجعله يعيش حالة من السعادة.
كيف هي رؤيتك للعامل التربوي داخل سياق القصة؟
من خلال القصة ادمج العامل التربوي مع سياق القصة وتحديد هدف معين لتحسين سلوكه، على سبيل المثل قصة تم إعدادها لطفل لا يستطيع تحمل كلمة لا من والدته أو والده ويستخدم البكاء والصراخ لتلبية رغباته، وجد في القصة التي أعدت لتسليط الضوء على مشكلته بشكل غير مباشر أنه طالما صرخ وبكى عند سماع كلمة لا لن ينال غايته، مع الحرص على مراعاة العناصر السيكولوجية لشخصيته وشعوره بالسعادة وهو يقرأها و يدرك ما بها، الهدف من القصص منح الطفل طاقة إيجابية وشعور بالسعادة.
هل هناك فئات عمرية بعينها تتوجهين إليهم بالقصص؟
هناك عناصر للفئة العمرية يجب دراستها قبل البدء في كتابة القصة من خلال جمع معلومات عن الطفل " السن – ماذا يحب- أماكن يحبها- طعامه المفضل في الوجبات الثلاث" وكل المعلومات الواجب توافرها ليكون بطل القصة نموذج متطابق لشخصيته.
من سن ثلاثة لخمس سنوات أراعي أن تكون القصة بها كلمات خفيفة والعديد من الرسومات الملونة، واستخدم حيواناته المفضلة بشكل مضحك، وبعض العناصر التي يقابلها في يومه الطبيعي.
الطفل الأكبر من خمس سنوات، نجد في قصته جمل أطول تتحدث عن مغامرات وأسرار وغموض يستطيع الطفل من خلالها أن يطلق العنان لمخيلته ورسم صورة ذهنية لقصته.
الفئة العمرية الأكبر تعد لهم قصص تنمي شخصيتهم من خلال الحديث عن الأخلاقيات "الصداقة- التنمر- التعامل مع الانترنت" وغيرها من الموضوعات التي يمر بها في حياته وتؤثر عليه، لا أستطيع لأن أكتب قصة من خيالي عن طفل لا أعرف شخصيته واهتماماته فهناك أطفال يحبون "ألعاب الفيديو جيم أو كرة القدم" مثل هذه الأمور تعد مدخل قوي ومؤثر على الطفل حتى يستطيع الاستفادة من هدف القصة بالشكل الذي يشعره بالسعادة والاقتناع بما قرأه، وتساعدني دراستي وأبحاثي المستمرة عن الطفل في ذلك.
ما هي ردود الفعل التي تلقيتها حول هذا الأمر؟
أشعر بسعادة بالغة حين أشاهد رد فعل الأطفال تجاه قصصهم الموجهة إليهم ورؤيتهم يصرخون فرحاً عن مشاهدة صورهم وأسمائهم داخل قصتهم الخاصة ويشعرون بسعادة لتفردهم بقصص تتحدث عنهم وهم أبطالها، أراهم من خلال فيديوهات ترسلها لي أمهاتهم فور استقبالهم للقصة لا يريدون التخلي عنها أو تركها من أيديهم وشعورهم بالفخر وهم يرددون ضحكاً "هذا انا" على سبيل المثال الطفلة "يارا" وجدت في القصة أن البطلة تتناول نفس طعامها على الإفطار" بينما الطفل "يحيى" يحب ارتداء اللون الأحمر ليجد أن بطل قصته يرتدي طوال القصة اللون الأحمر الذي يحبه، رغم أنها تفاصيل قد تبدو بسيطة إلا أنها تشعر الطفل أن هناك من يهتم لأمره ويفكر به لذلك يكون الطفل في نهاية قصته يكون سعيد بهذه التجربة.
وأتوقع أنه بعد عدة سنوات ستكون هذه القصص ذكرى طيبة كونها لامست قلوبهم وعقولهم، وكنت أتمنى أن تكون لي قصة مثلهم في طفولتي تشعرني بالأمان وتكون لي ذكرى من طفولتي.